على دروب المجد

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

«في الاتحاد قوة، وفي التفرق ضعف». لطالما تناهت هذه العبارة إلى مسامعنا منذ الصغر، حتى حفظناها عن ظهر قلب. ولعل خير انعكاس لمعانيها السامية، يتمثل بقيام اتحاد دولة الإمارات في الثاني من ديسمبر عام 1971.
في ذاك الحدث الكبير، تجلت عبقرية الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من خلال رؤيته العميقة وإيمانه الراسخ بفكرة الوحدة، وسط عالم مضطرب، تحكمه المصالح، وتندثر فيه الكيانات الضعيفة.
فبعد جهود مضنية من العمل الدبلوماسي الدؤوب، جمعت الإمارات السبع المتناثرة على ضفاف الخليج العربي في اتحاد قوي ومتلاحم، وأصبحت لأول مرة في التاريخ دولة متماسكة، تحتفي كل عام بهذا الإنجاز النوعي.
واليوم، نحن على موعد جديد للاحتفاء بمناسبة العيد الوطني، والذكرى الحادية والخمسين لتلاحم الإمارات السبع، تتويجاً لجهود متواصلة ومسار طويل مشرف من العطاءات والتضحيات، في كل الميادين.
كما في كل عام، يحتفل شعب الوطن باليوبيل الذهبي للدولة، حيث تأخذنا مراسم الاحتفال الرسمي بعيد الاتحاد في رحلة مع رواد الحضارة وصنّاع المجد، ضمن احتفالية تمهد السبيل نحو بناء غد أفضل.
سنوات طويلة من الكفاح المستمر، غدت الإمارات، بفضلها،ملتقى الحضارات، وخليطاً متجانساً، فتعددت على ربوعها الثقافات والجنسيات التي يعمل أصحابها في تناغم وانسجام.
ولو أردنا الحقيقة كاملة، فلا يمكن حصر الإنجازات النوعية التي حققتها الإمارات خلال وقت قياسي وجيز، يشهد التاريخ الإنساني بأن أكثر البلدان قوة وثراء وتقدماً، لم تستطع أن تأتي بمثلها لا من قريب ولا من بعيد!
لكن لا شيء مستحيل على قادة عظماء، قادوا مسيرة الإنجاز والتميز، في وطن نعتز به جميعاً؛ فقلبوا موازين القوى في الشرق الأوسط والعالم برمته، ليستكمل مشوار العطاء القائد الملهم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على نهج المؤسس، طيب الله ثراه.
51 عاماً انتقلت الإمارات خلالها من مرحلة التأسيس إلى مرحلة الرخاء والرفاهية، ومن نظام القبيلة إلى نظام الدولة العصرية الحديثة، ومن دولة وليدة، إلى دولة رائدة تنافس كبرى الدول، وتحقق الصدارة العالمية.
51 عاماً أنارت دروب العزة والفخار، ورسمت معالم واقع مشرق مزدهر، ومنحت أحلام الشباب أجنحة تحلق بها في سماء الإبداع والتفرد.
فلنعمل معاً على تحويل هذه المناسبة الوطنية الغالية، إلى منصة للاستمرار في رحلة التنمية والتطوير والعطاء، وإلى نقطة ارتكاز لصناعة مستقبل أكثر رخاء وازدهاراً.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/45twwhm4

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"