كشف الجزء السابع من «ملفات تويتر» التي نشرها إيلون ماسك بالتعاون مع الصحفي المستقل مايكل شيلنبرغر، معلومات جديدة تؤكد أن مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» لم يضغط فقط على موقع التواصل الاجتماعي لقمع التقارير حول جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن، نجل الرئيس الأمريكي الحالي، ولكنه دفع أيضاً لموظفي تويتر ملايين الدولارات للقيام بذلك.
- حجب التقارير
ونشر شيلنبرغر لقطة شاشة لبريد إلكتروني يعود لفبراير/شباط 2021 تُظهر أن مكتب التحقيقات الفيدرالي عوّض موظفي تويتر 3,41 مليون دولار للمساعدة فيما يسمى «المشاريع المتعلقة بإنفاذ القانون».
وتضمنت أبرز هذه المشاريع تشويه سمعة «المعلومات الواقعية» حول تعاملات هانتر بايدن التجارية الأجنبية، وحجب التقارير المرتبطة بالكمبيوتر المحمول الخاص به قبل وبعد كشف صحيفة نيويورك بوست عن محتوياته، إضافة إلى التأثير في المنصة قبل انتخابات 2020 مباشرة.
- ما علاقة فيسبوك؟
نشر شيلنبرغر فيديو قصيراً لمارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لفيسبوك، يؤكد من خلاله أن مكتب التحقيقات الفيدرالي فعل الشيء نفسه على تلك المنصة. وقال مارك: «أتى مكتب التحقيقات الفيدرالي إلينا، وقال، مرحباً... يجب أن تكونوا في حالة تأهب قصوى. اعتقدنا حينها بوجود الكثير من الحملات الدعائية الروسية في انتخابات عام 2016».
واستندت قصة نيويورك بوست بحسب شيلنبرغر إلى رسائل بريد إلكتروني من صاحب محل صيانة في ديلاوير، كان بحوزته جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص بهانتر بايدن من أجل صيانته، لكنه لم يعد لاستلامه.
وعندما تكشّفت الأنباء عن الجهاز ومحتوياته، سارع أعضاء مجتمع الاستخبارات وشبكات التلفزة الرئيسية والمديرين التنفيذيين في تويتر لنفي ما تم تداوله حينها بأن الكمبيوتر المحمول خاص بنجل الرئيس، واصفين العملية ككل بـ «السمات الكلاسيكية لعملية الاستخبارات الروسية».
وأوضح شيلنبرغر أنه «في غضون ساعات، فرض تويتر وشركات التواصل الاجتماعي الأخرى رقابة على مقال نيويورك بوست، وحظروا إعادة النشر، والأهم من ذلك، أن تويتر نفسه قوض مصداقية الصحيفة في أذهان العديد من الأمريكيين».
- موظفون استخباراتيون
تابع شيلنبرغر سرده لأحداث الجزء السابع من ملفات تويتر بأن هناك عدداً كبيراً من موظفي مكتب التحقيقات الفيدرالي السابقين تم تعيينهم أيضاً في تويتر في نفس الوقت تقريباً، لفرض مزيد من الرقابة والسيطرة. مضيفاً أنه في النهاية، نجحت حملة التأثير التي قام بها مكتب التحقيقات الفيدرالي والتي استهدفت المديرين التنفيذيين في وسائل الإعلام الإخبارية وتويتر وشركات التواصل الاجتماعي الأخرى، وتم بالفعل فرض رقابة على قصة جهاز كمبيوتر هانتر بايدن وتشويه مصداقيتها.
وبحلول ديسمبر/كانون الأول 2020، أرسل محامي مكتب التحقيقات الفيدرالي جيم بيكر وزملاؤه رسالة شكر للمكتب على القيام بعمله.
السياسة وعمالقة التقنية
أعادت «ملفات تويتر» بكامل تفاصيلها حتى الآن إحياء الاتهامات بأن الرقابة السياسية على عمالقة التقنية ساعدت الرئيس بايدن في الفوز بانتخابات عام 2020، وأدت إلى قمع العديد من الأصوات المحافظة. وكتب الصحفي مات تايبي في تقرير سابق: «كان اتصال تويتر مع مكتب التحقيقات الفيدرالي مستمراً، كما لو كان فرعاً له».
ووفقاً للملفات الأخيرة التي نشرها شيلنبرغر، هناك أدلة تشير إلى أن المخابرات الأمريكية تستعد للانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وكتب: «ويستمر ضغط مكتب التحقيقات الفيدرالي على منصات التواصل الاجتماعي.
وفي أغسطس 2022، استعد المسؤولون التنفيذيون على تويتر لعقد اجتماع مع المكتب، والذي كان هدفه إقناعهم بتقديم المزيد من طلبات الإفصاح في حالات الطوارئ».
