أكد الجيش الروسي، الجمعة، احترامه وقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو بشكل أحادي ليومين في أوكرانيا بمناسبة عيد الميلاد الأرثوذكسي، متّهماً كييف بمواصلة القصف.
احترام ..واستخفاف
قالت وزارة الدفاع الروسية «رغم احترام القوات الروسية وقف إطلاق النار (...) إلا أنّ نظام كييف واصل قصف مدن ومواقع روسية».
وقالت الوزارة إن القوات الروسية استهدفت وصفّت أكثر من 230 جندياً أوكرانياً في جبهات دونيتسك وكوبيانسك،وخاركيف ولوغانسك وكراسني ليمان.
كما دحرت مجموعتين هجوميتين أوكرانيتين في يامبولوفكا في دونيتسك، كما تم تدمير ثلاث مجموعات تخريب واستطلاع تابعة للقوات الأوكرانية في مناطق تشيرفونايا ديبروفا في لوغانسك وسيريبريانكا وغريغوروفا في دونيتسك.
وتعرض مركز قيادة لواء الهجوم الجوي 95 التابع للقوات الأوكرانية للقصف في منطقة كراسني ليمان في دونيتسك، كما تم تدمير ثلاثة مستودعات ذخيرة مدفعية في مناطق نوفوميكيلوفكا وتشاسوف يار في دونيتسك وأوتراد وكامينكا في منطقة خيرسون.
تشكيك في وقف إطلاق النار
بعيد دخول إطلاق النار الروسي حيز التنفيذ أفاد مراسل وكالة فرانس برس أن القصف متواصل في باخموت في منطقة دونيتسك.
وأفادت السلطات الانفصالية في شرق أوكرانيا، عن قصف على مواقعها في دونيتسك نفذه الجيش الأوكراني قبل 15 دقيقة من بدء سريان وقف إطلاق النار نظرياً.
واعتبرت أوكرانيا هذه المبادرة «ضرباً دعائياً». وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن قرار بوتين يشكل «حجّة هدفها وقف تقدّم جنودنا في دونباس وتوفير العتاد والذخائر وتقريب جنود من مواقعنا (..) ما الحصيلة؟ مزيد من القتلى». وقال زيلينسكي إن إنهاء الحرب يعني «إنهاء عدوان بلدكم... إن هذا مستمر في كل يوم يكون فيه جنودكم على أرضنا... وستنتهي الحرب إما عندما يغادر جنودكم أو نطردهم».
وفي رسالة بثت بعد دقائق على بدء وقف إطلاق النار المعلن، أفاد نائب رئيس الإدارة الرئاسية الأوكرانية كيريلو تيموشنكو عن قصف روسي على خيرسون (جنوب) أوقع ضحايا. لكنه لم يوضح موعد حصول هذه الضربة.
سخرية
قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي إن وقف إطلاق النار هذا «لن يخدم آفاق السلام» مطالباً بانسحاب نهائي للقوات الروسية. وقال الوزير في تغريدة عبر تويتر إنّ «وقف الهجمات الروسية لمدّة 36 ساعة لن يفعل شيئاً لتعزيز آفاق السلام. يجب على روسيا أن تسحب قواتها بشكل دائم، وأن تتخلّى عن سيطرتها غير الشرعية على أراض أوكرانية، وأن تضع حدّاً لهجماتها الوحشية ضدّ مدنيين أبرياء».
واعتبرت الخارجية الألمانية من جهتها أن وقف إطلاق النار الروسي لن يجلب «لا الحرية ولا الأمان للأشخاص الذين يعيشون في خوف كلّ يوم تحت الاحتلال الروسي».
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إن العالم يشعر بالارتياب البالغ إزاء دعوة الرئيس الروسي بوتين لوقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة في أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الوزارة البريجادير جنرال باتريك رايدر للصحفيين «أعتقد أن ثمة قدراً كبيراً من الارتياب هنا في الولايات المتحدة وحول العالم في الوقت الراهن، بالنظر لسجل روسيا الطويل في الدعاية والتضليل والهجمات الغاشمة على المدن والمدنيين الأوكرانيين». وأضاف «تركيزنا سيظل منصباً على دعم أوكرانيا».
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل إن دعوة بوتين لوقف إطلاق النار لمدة 36 ساعة في أوكرانيا «نفاق» وإن الطريق الوحيد لاستعادة السلام هو أن تسحب روسيا قواتها من البلاد. وقال ميشيل في تغريدة على تويتر «انسحاب القوات الروسية هو الخيار الجاد الوحيد لاستعادة السلام والأمن. الإعلان عن وقف إطلاق النار من جانب واحد زائف وينم عن النفاق مثل عمليات الضم غير القانونية والاستفتاءات المصاحبة لها».
غوتيريس يرحب ولكن
قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس يرحب بأي هدنة في أوكرانيا خلال عيد الميلاد عند الأرثوذكس «مع العلم بأن ذلك لن يحل محل سلام عادل يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي».
الإفراج عن مقاتلين من فاغنر
أعلن قائد مجموعة فاغنر الروسية المسلحة الإفراج عن أول مجموعة سجناء روس حصلوا على عفو في مقابل قتالهم في أوكرانيا إلى جانب الجنود الروس. وظهر يفغيني بريغوجين، وهو رجل أعمال معروف ويكثر من التصريحات منذ بدء العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، في فيديو إلى جانب رجال وجوههم مموهة. وقال في الفيديو الذي نشرته وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء «عملتم حتى نهاية عقدكم. عملتم بشرف وكرامة». ودعا المجتمع الروسي إلى «التعامل بأكبر قدر من الاحترام» مع هؤلاء الرجال الذين حاربوا خلال ستة أشهر للحصول على الحرية. (وكالات)
