قطع الغيار المقلدة تشكل تهديداً للسلامة

21:49 مساء
قراءة دقيقتين

جانش جواهر*

حققت تجارة قطع غيار السيارات نمواً هائلاً في السنوات الأخيرة؛ حيث تُقدّر قيمتها عالمياً بمليارات الدولارات. وتصادر سلطات الجمارك في الموانئ الرئيسية ومراكز التوزيع ملايين القطع في كل عام، ومع ذلك تصل أضعاف هذه الأرقام من قطع الغيار إلى ورش التصليح في جميع أنحاء العالم. وتعمل الفطيم للسيارات مع السلطات المحلية في جميع إمارات الدولة؛ للمساعدة على تتبع القطع المقلدة وتحديدها ومصادرتها، فضلاً عن تدريب ضباط تفتيش. وشهد النصف الأول من عام 2022 مصادرة أكثر من 94 ألف قطعة تصل قيمتها الإجمالية إلى 2.39 مليون درهم، وهو ما يعطي لمحة عن حجم هذه المشكلة.

وقد يتغافل البعض عن الأخطار التي تشكلها القطع المقلدة، مدفوعين بسعرها الأرخص، غير أن الثمن قد يكون غالياً.ففي أفضل الحالات، قد يسفر استخدام هذه القطع عن تسريع التلف الناتج عن الاستعمال، وتقليل موثوقية السيارة وقيمتها على المدى الطويل. وأما في أسوأ الحالات، فقد يؤدي إلى فشل في أداء مكونات أساسية مثل الفرامل.

وتشكل مرشحات الهواء والزيت وزيت المحرك ووسادات الفرامل وغيرها من المواد الاستهلاكية النسبة الأكبر من القطع المضبوطة في عمليات المصادرة، ذلك أنها تُستبدل بشكل منتظم وبالتالي تُباع بكميات أكبر. لذا كان لا بد من تفصيل كل من هذه المواد لمعرفة كيف تؤثر على أداء السيارات.

ضبطت الجهات المعنية في دولة الإمارات آلاف عبوات الزيوت الفارغة الخاصة بمحركات سيارات «تويوتا» و«لكزس»، في إطار عملياتها لمصادرة الزيوت المقلدة؛ إذ تُعد هذه العبوات الفارغة من أكثر ما يُستهدف تقليده، حيث يتم إعادة تعبئتها بزيوت محركات ذات جودة أقل وبيعها على أنها منتجات أصلية. وتعجز الزيوت منخفضة الجودة عن توفير التشحيم الأمثل للمحرك، كما أنها تتحلل بوقت أقل، مما يزيد من تلف المحرك.

ويبدأ تلف المحرك عندما تتناثر قطعة صغيرة من هيكل المحرك بسبب الأجزاء المتحركة، مثل المكابس أو محامل المحرك، وتدخل إلى خليط الزيوت؛ حيث يمكن أن تتجمع وتُلحق ضرراً أكبر بهيكل المحرك. وتحدث هذه العملية في مختلف المحركات مع الوقت، إلا أن الزيوت عالية الجودة تعمل على تقليلها بحيث لا يبقى لها أي أثر مع تغيير مرشح الزيت ولا تؤثر على عمر المحرك.

لا تتمتع مرشحات الزيت منخفضة الجودة بالكفاءة المطلوبة لإزالة مسببات التلوث من زيت المحرك، مما يؤدي إلى تسريع التلف وزيادة التكاليف على المدى الطويل. كما تستخدم مرشحات الهواء مطاطاً منخفض الجودة في طوق منع التسرب، يتصلب بفعل الحرارة مع مرور الوقت، ما يتسبب في تسرب الزيت.

يحتاج المحرك إلى تدفق الهواء ضمنه لخلطه مع الوقود في أسطوانات الاحتراق، وهنا يأتي دور مرشحات الهواء، التي تعمل على تنقيته من الغبار والجزيئات.

قد تؤثر القطع سابقة الذكر بشكل كبير على موثوقية السيارة، إلا أن تبعات استخدام فرامل مقلدة أخطر بكثير؛ إذ قد تتسبّب في تقليل الاحتكاك وإطالة مسافة الفرملة، وزيادة تآكل الفرامل في ظروف قيادة محددة مثل المسارات المنحدرة الطويلة، وتسريع عملية التلف، والذي قد يسفر عن تعطل الفرامل بشكل مفاجئ.

*المدير الإداري لخدمات ما بعد البيع «الفطيم للسيارات»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/39z4ccjd

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"