عادي

«كرة مستعرة» من الحديد والنيكل في «لب الأرض»

19:13 مساء
قراءة دقيقتين
1- القشرة
2-«عباءة الأرض»
3- اللب الخارجي
4- النواة الداخلية
5- أعماق النواة
في روايته الكلاسيكية (جيرني تو ذا سنتر أوف ذي إيرث) «رحلة إلى مركز الأرض» الصادرة عام 1864 يحكي جول فيرن قصة مغامرين دخلوا إلى باطن الأرض عبر بركان في أيسلندا ليكتشفا عالماً شاسعاً تسكنه مخلوقات من قبل التاريخ ويستكشفان البنية الداخلية للكوكب. لكن مركز الأرض الحقيقي لا يمت بصلة إلى هذا التصور الخيالي، بل إنه أكثر إثارة نوعاً ما.
وقال علماء إن دراسة مكثفة عن أعماق كوكب الأرض، استناداً إلى حركة الموجات الزلزالية الناشئة عن الزلازل الضخمة، أكدت وجود بنية مميزة واضحة المعالم داخل اللب الداخلي لكوكب الأرض. وهذه البنية المكتشفة عبارة عن كرة صلبة مستعرة من الحديد والنيكل قطرها 1350 كيلومتراً.
ويبلغ قطر الأرض حوالي 12750 كيلومتراً. وتتألف البنية الداخلية من أربع طبقات عبارة عن قشرة صخرية من الخارج ثم غطاء صخري «وشاح» بعده لب خارجي من الحمم ثم اللب الداخلي الصلب. واكتُشف هذا اللب الداخلي المعدني البالغ قطره 2440 كيلومتراً تقريباً في ثلاثينات القرن الماضي بالاستناد أيضاً إلى الموجات الزلزالية التي تنتقل خلال الأرض.
وافترض علماء في 2002 أن قسماً عميقاً منفصلاً عن البقية مختبئ داخل هذا اللب الداخلي، وهو ما يشبه دمية ماتريوشكا الروسية. وتسنى بعد تقدم وسائل مراقبة الزلازل تأكيد هذا الافتراض.
وتطلق الزلازل موجات تنتقل عبر الكوكب ويمكنها كشف ملامح بنيته الداخلية استناداً إلى الشكل المتغير لهذه الموجات. وحتى الآن، استطاع علماء تحديد أن هذه الموجات يمكنها أن ترتد لما يصل إلى مرتين، بدءاً من أحد أطراف الأرض إلى الطرف الآخر ثم العودة. وركزت الدراسة الجديدة على موجات 200 زلزال تزيد قوتها على ست درجات وهي ترتد مثل كرات البينج بونج لما يصل إلى خمس مرات عبر الكوكب.
والقشرة الخارجية والجسم الكروي المكتشف حديثاً الموجودان في اللب الداخلي ساخنان بما يكفي لينصهرا معاً، لكنهما عبارة عن خليط من الحديد والنيكل وسبب ذلك أن الضغط الهائل الواقع على مركز الأرض يجعل اللب في حالة صلبة.
وقال هرفويه تكالتشيتش، عالم الجيوفيزياء بالجامعة الوطنية الأسترالية والمشارك في الدراسة، «أود التفكير في اللب الداخلي على أنه كوكب داخل الكوكب. بالطبع، إنه كرة صلبة، في حجم كوكب بلوتو تقريبا وأصغر بقليل من القمر».
وأضاف تكالتشيتش «إن تمكنا بطريقة ما من تفكيك الأرض من خلال نزع وشاحها واللب الخارجي السائل، فسيبدو اللب الداخلي لامعا مثل النجم. وتُقدر حرارته بنحو 5500 درجة مئوية إلى ستة آلاف درجة مئوية، وهي حرارة مماثلة لدرجة حرارة سطح الشمس».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/tnbwrnpw

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"