توصل باحثون إلى احتمالية وجود علاقة بين تناول الأدوية الملينة بانتظام، والإصابة بمرض الخرف.
وأكدت دراسة علمية وجود نوعين من الأدوية الملينة يتم استخدامهما في دور رعاية المسنين دون استشارة الطبيب، مشيرة إلى أن نسب الإصابة بالخرف تزيد مع استخدام المسهلات التناضحية، التي تسحب الماء إلى الأمعاء، لجعل عملية الإخراج أكثر سهولة.
وأوضحت الدراسة أن المسهلات المنشطة، التي تقلص العضلات، تكون أقل تأثيراً في الإصابة بالخرف، وفقاً لتقرير «سي إن إن».
وأشار الخبراء إلى أن الدراسة في مراحلها الأولى، من الضروري التعامل مع نتائجها بحذر، حتى ظهور ما يؤكدها أو ينفي صحتها.
وشملت الدراسة تحليل بيانات تم تسجيلها على مدار 10 سنوات، عن 476 ألف شخص من البالغين، تراوحت أعمارهم بين 40 و69 عاماً، أقر 3.6% منهم باستخدام أدوية ملينة، معظم أيام الأسبوع، طوال الشهر الذي سبق الدراسة، وكان معظمهم من النساء اللاتي حصلن على قدر بسيط من التعليم، ويعانين الأمراض المزمنة، ويتناولن أدوية علاج القولون والمسكنات بانتظام.
وبينت الدراسة «كانت أعراض السكتة الدماغية، وارتفاع ضغط الدم، والاكتئاب، وضعف التصنيف العام للصحة الذاتية، واستهلاك أدوية حاصرات قنوات الكالسيوم والستاتين وعقاقير الستيرويد، أعلى لدى مستخدمي الملينات بشكل منتظم مقارنة مع المستخدمين بشكل غير منتظم»، ورصد الباحثون إصابة 2187 من المشاركين بالخرف لجميع الأسباب بنهاية فترة الدراسة.
وتوصلوا إلى وجود رابط بين الاستخدام المنتظم للملينات، وزيادة مخاطر الإصابة بالخرف، خاصة لدى من استخدموا أنواعاً متعددة من المليّنات أو الملينات التناضحية.
وتم تشخيص الخرف لدى نسبة 1.3% من المشاركين الذين استخدموا الأدوية الملينة بانتظام، بينما بلغت 0.4% لدى الذين لم يتناولوها بانتظام.
ويرفض علماء ما توصلت له الدراسة مشككين في دقتها، بسبب اعتمادها على ما أقر به المشاركون حول مدى تعاطيهم للأدوية الملينة، دون وجود ما يثبت صحة المعلومات، من بينهم الدكتور علي رضائي، مدير برنامج حركية الجهاز الهضمي لدى مركز «سيدارز سيناي» الطبي، والذي قال إن فترة الدراسة لم تكن طويلة بما يكفي، لاستخلاص أدلة ملموسة، كما أن البيانات التأسيسية للمشاركين لا تمثل بدقة ما يراه هو خلال ممارسته الطبية.
