عادي

الإمارات تضمد جراح «أطفال الزلزال».. وتجبر كسر قلوبهم

18:30 مساء
قراءة 3 دقائق
أبوظبي- أ.ف.ب
تحضن طفلة سورية دمية محشوة وهي ترقد في مستشفى في الإمارات، بينما تتعافى من الجروح التي كادت أن تودي بحياتها بعد الزلزال الأخير، معتقدة أن والدتها لا تزال على قيد الحياة.
ولم يتم إخبار شام شيخ محمد (تسع سنوات) التي أصيبت بجروح خطرة بعدما علقت لمدة 40 ساعة تحت الأنقاض، بوفاة والدتها وشقيقتها في زلزال 6 شباط/ فبراير الذي أودى بحياة أكثر من 50 ألف شخص في سوريا وتركيا.
وقال والدها محمد: «أخبرتها أنّ والدتها في غرفة العناية الخاصة وأن حالتها صعبة»، مشيراً إلى أنه بالكاد يستطيع النوم منذ أن نُقلت شام وابنه عمر البالغ 15 عاماً من شمال غرب سوريا إلى تركيا ثم جواً إلى أبوظبي لتلقي العلاج.
وأسرت قصة شام السوريين وآخرين في جميع أنحاء العالم بعد انتشار مقطع فيديو أظهرها وهي تتفاعل مع مجموعة الإنقاذ التي عملت لمدة ست ساعات لانتشالها من تحت الركام. وشام وشقيقها من بين 12 سورياً نجوا من الزلزال ونقلتهم الإمارات إلى أراضيها لتلقي الرعاية اللازمة في أبوظبي.
ويقول الأطباء في مستشفى مدينة برجيل الطبية: إنّهم «سيطروا» على التهابات كانت تشكل تهديداً لحياتها في أطرافها السفلية.
وعكست نجاة شام مشاعر المأساة والأمل والحسرة التي اعترت العالم بعد الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة ودمّر عشرات المباني في أنحاء تركيا وأجزاء من سوريا الشهر الماضي. وبعدما إنقاذها في بلدة أرمناز بمحافظة إدلب، أرسلت الإمارات طائرة طبية لنقلها هي وعمر إلى أبوظبي من إسطنبول.
وقال طبيبهما في أبوظبي مايكل أوغلو في بيان الأسبوع الماضي: إن «الطفلين يتعافيان الآن بشكل جيد». لكن شام ليست الناجية الوحيدة التي ستواجه قريباً حقيقة مروعة.
  • «الجميع على قيد الحياة»
في مستشفى قريب، تتلقّى إسراء العبدالله معلومات روتينية عن حالتها الطبية، ولكن لا أخبار عن مصير عائلتها.
وعلى غرار شام، تم إنقاذ الفتاة البالغة من العمر 17 عاماً من مدينة جبلة السورية بعدما أمضت ساعات تحت الأنقاض.
وقال شقيقها محمد، وهو مجند كان في دمشق عندما وقع الزلزال، إن لديها إصابات في جمجمتها وحوضها وكتفها وعينيها.
وما لا تعرفه إسراء هو أن والديها وأربعة أشقاء آخرين لقوا حتفهم في الزلزال، إلى جانب زوجة أحد أشقائها وابنته. وحدهم الذين نجوا هم إسراء وأختها البالغة من العمر 12 عاماً وابن أختها.
وقال محمد بعدما أغلق باب غرفة إسراء في المستشفى حتى لا تسمع حديثه: «قلنا لها إن الجميع لا يزالون على قيد الحياة».
وتسأل إسراء باستمرار عن والدتها وشقيقتها غفران وكذلك ابنة أختها الصغيرة جانا، الذين لقوا حتفهم جميعاً، على حد قول محمد.
وصرّح في مستشفى مدينة الشيخ شخبوط الطبية: «أقول لها إنني لا أملك رصيداً هاتفياً هنا في الإمارات» عندما تطلب التحدث إليهم.
  • «ابني مات جائعاً»
بالكاد تستطيع إسراء الكلام بينما تخضع للمراقبة المتواصلة، ولا يفارق أنبوب المصل ذراعها. وقد تسبّب تلف الأعصاب في إضعاف نظرها.
ويقول الأطباء إنّها ستتعافى بشكل كامل، لكن حتى تتحسن ستبقى حقيقة وفاة أفراد عائلتها سراً.
وقال محمد: «دفنت أهلي الواحد تلو الآخر»، مضيفاً: «لا أستطيع إخبار إسراء بأي شيء حتى يشفيها الله».
في غرفة مجاورة، يتلقّى علي يوسف رمّو وهو نازح سوري من ريف محافظة اللاذقية، العلاج من إصابات في ساقيه بعدما سحقتهما الأنقاض.
واستعاد الأب لثلاثة أطفال حركة جزئية في ساقه وهو واثق بقدرته على المشي مرة أخرى، لكنه مفجوع بموت ابنه الأصغر وزوجته التي كانت حاملاً في شهرها الثاني عندما انهار مبناهم. ويضيف دامعاً: «مات ابني جائعاً.. عندما آتي لأكل دجاج أو لحم أو تفاحة أو بسكويت، أتذكّر أن ابني البالغ من العمر 10 سنوات كان محروماً من كل هذه الأشياء».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc5cmasc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"