لنغيّر نظرتنا إلى مستقبل العمل

حسب دراسة أجرتها شركة بين أن كومبني تبين أن ٥٨٪ من العمال في عشرة من أهم الاقتصادات في العالم، يشعرون بأن جائحة كورونا دفعتهم لإعادة النظر في مدى توفيقهم بين العمل والحياة الشخصية، وفي دول الخليج فقد سجل الاستطلاع نسبة أعلى وصلت لما يقارب الثلثين وخصوصاً في المملكة العربية السعودية والإمارات، إلا أن بوادر التغيير هذه لم ترتبط بالجائحة وحدها، فقد ساهمت عوامل مثل الأتمتة في إبراز مخاوف كثيرة حول خسارة الوظائف وتغير تفضيلات أنظمة العمل، وبالتحديد بين الأجيال الجديدة من الموظفين وأصحاب المواهب. فما هي المحاور الرئيسية التي تعيد رسم ملامح عالم العمل في منطقة الخليج والإمارات تحديداً؟
حسب تقرير مستقبل العمل في منطقة الخليج الذي أعدته قمة الحكومات العالمية مؤخراً فإن هناك خمسة محاور رئيسية تؤثر في مستقبل العمل وهي: تغير دوافع العمل التي باتت تتركز في تقليص وقت الجهد المبذول للإنتاج، ورفع سقف التوقعات حول المزايا المنتظرة من أماكن العمل. المحور الثاني يتعلق باختلاف وجهات النظر حول مزايا العمل باختلاف نماذج العمال وهي ست حسب تصنيف التقرير كالتالي: العاملون، المعطاؤون، الاحترافيون، المستكشفون، المجتهدون والرواد.
المحور الثالث يتمثل في دور الأتمتة في استعادة الطابع الإنساني للعمل. المحور الرابع يرتبط بالنمو المتزايد لنماذج العمل عن بعد والعمل المستقبل مما يقوض روح التماسك والتلاحم داخل الشركات. أما المحور الخامس فهو يشير إلى الضغط الذي ترزح تحته الأجيال الشابة داخل الاقتصادات المتقدمة، مما يعرضها لضغوط نفسية تؤثر في الحياة المهنية.
إن هذه القوى الخمس تفرض تساؤلين أولهما: ما الذي يحتاج اليه الأفراد في هذا العصر لتحقيق أقصى إمكاناتهم في أماكن العمل؟ والثاني هو: كيف يمكن للشركات أن تعوض نقص المواهب وإيجاد ميزة تنافسية لاستقطابها؟
إن ما يحقق القيمة المضافة هو الدمج بين استقطاب أصحاب المواهب العالية من الخارج، والتي باتت تشكل نسبة كبيرة في دول مثل الإمارات والتي تصل فيها إلى ٩٠٪، وتطوير المواهب المحلية.
 إن أحد أهم التحديات التي تواجهها الشركات هو الحفاظ على المواهب من الهدر والتسرب، الأمر الذي يتطلب خطوات فعالة من قبل المشرعين في القطاعات العامة والخاصة، لصياغة استراتيجيات متنوعة تساهم في تشجيعها على البقاء، ومنحها المرونة على مستوى أوقات العمل وأماكنه، إضافة إلى الاستثمار في برامج صناعة القادة، وغرس عقلية النمو وبناء القدرات الشخصية عند الأفراد.
[email protected]