عادي
النيادي: أنتظر هذه اللحظة التاريخية.. وأتطلع لتقديم أفضل ما لدي لتمثيل وطني

أول مرة بتاريخ العرب.. سلطان النيادي يسير في الفضاء 28 أبريل

20:16 مساء
قراءة 5 دقائق
Video Url

أعلن «مركز محمد بن راشد للفضاء»، الخميس، أن رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، يستعد لمهمة تاريخية للسير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية يوم 28 أبريل الجاري، ليكون بذلك أول رائد فضاء عربي يسير في الفضاء، ضمن مهام البعثة 69 الموجودة على متن المحطة، في إنجاز جديد سيجعل دولة الإمارات العاشرة عالمياً في مهمات السير في الفضاء، خارج المحطة الدولية.
وأوضح المركز، أن روّاد الفضاء الذين يختارون للسير في الفضاء، يخضعون لعملية اختيار صارمة، بناءً على مهاراتهم، وخبراتهم، وقدرتهم على التكيّف مع بيئة الفضاء الصعبة، فضلاً عن ضرورة إثبات كفاءة استثنائية في مجالات مختلفة، مثل الهندسة، والروبوتات، وأنظمة دعم الحياة، واللياقة البدنية، والمرونة العقلية. وعمليات السير في الفضاء، والمعروفة باسم النشاط خارج المركبة (EVA)، أيضاً، ضرورية للحفاظ على قدرات محطة الفضاء الدولية، وتطويرها. كما تسمح لرواد الفضاء بأداء مهام مختلفة، مثل صيانة الأنظمة الأساسية للمحطة، وإصلاحها، وتركيب أجهزة تكنولوجية جديدة، وتجميع وإعادة بناء وحدات المحطة. وتُشير عمليات السير في الفضاء إلى مدى أهمية التعاون الدولي على متن المحطة الدولية، حيث يتعاون روّاد الفضاء من مختلف البلدان، ويتبادلون المعرفة، والمصادر المختلفة.

  • تدريبات خاصة 

 ونظراً للمخاطر العالية المرتبطة بمهمات السير في الفضاء، يختار الروّاد المؤهلون فقط للقيام بأداء هذه المهمة؛ فهذه العملية لا تُشكل تحدياً بدنياً فقط، بسبب بدلات الضغط التي يرتدونها، بل تتطلب قدرات ذهنية كبيرة أيضاً، حيث يتعيَّن عليهم الجمع بين التركيز على المهام التي يقومون بها، والحفاظ على سلامتهم، كذلك التفاعل مع الطاقم الموجود على متن المحطة، وفريق مركز التحكم بالمهمة على الأرض.
 وأوضح مركز محمد بن راشد للفضاء، أن سلطان النيادي، خضع لتدريبات مكثفة لأكثر من 55 ساعة في مختبر الطفو المحايد، التابع لـ«ناسا»، في «مركز جونسون للفضاء» في هيوستن، بولاية تكساس، استعداداً لمهمات السير في الفضاء. وخلال المدة التي قضاها في المختبر، خضع النيادي لـ 9 جولات تدريبية، امتدت كل منها لنحو 6 ساعات، حيث تدرّب على محاكاة السير في الفضاء تحت الماء، باستخدام النموذج الكامل للمحطة الدولية.

  • إنجازات ملهمة 

 وتعليقا على هذه الخطوة وأهميتها، قال حمد المنصوري، رئيس مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للفضاء: المهمة التاريخية التي سيقوم بها سلطان النيادي، بالسير في الفضاء، دليل جديد على مدى التزام دولة الإمارات بدعم جهود استكشاف الفضاء، وتعزيز التعاون الدولي في هذا المجال؛ وبصفته أول رائد فضاء عربي يقوم بمثل هذه المهمة، فإن النيادي يحمل اليوم تطلعات المنطقة بأكملها، وأضحت مهمته نموذجاً حياً للفرص التي يقدمها العمل الجماعي. وتعدُّ هذه الخطوة، تجسيداً لرؤيتنا الهادفة إلى تعزيز مكانة دولة الإمارات عالمياً في مجالات الفضاء، والعلوم، والتكنولوجيا، وإلهام الأجيال القادمة لتحقيق المزيد من الإنجازات في ميدان المعرفة والابتكار.

  •  ثمرة جديدة لعمل جاد

وقال سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء: اختيار سلطان النيادي، ليكون أول رائد فضاء عربي يخوض مهمة سير في الفضاء، ثمرة جديدة لعمل جاد ودؤوب، هدفه إفساح مكانة ريادية لدولة الإمارات عالمياً في استكشاف الفضاء، والإسهام بمزيد من الإنجازات التي تخدم المجتمع العلمي. هذا الحدث البارز، الذي ستشهده أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب، لا يُعد إنجازاً لدولة الإمارات والمنطقة فحسب، بل تكريس لأهمية التعاون الدولي وقيمة التقدم العلمي الذي يتحقق عبر محطة الفضاء الدولية.

  •  السير في الفضاء ضمن البعثة 69 

 وتحمل مهمة السير في الفضاء، وهي الخامسة لهذا العام خارج محطة الفضاء الدولية، أهمية كبيرة، حيث سيؤدي سلطان النيادي، إلى جانب رائد الفضاء ستيفن بوين، من «ناسا»، عدداً من المهام الأساسية.
ومن المتوقع أن تستمر مدة وجودهما خارج المركبة 6.5 ساعات تقريباً، ما يوفر لهما فرصة فريدة للتعرف أكثر إلى بيئة الفضاء، أثناء العمل على صيانة المحطة الدولية وتحديثها. وفي الوقت الذي تشكل فيه مهمة السير في الفضاء فرصة لإبراز المهارات الفردية لكل منهما، تعدّ كذلك نموذجاً ملموساً يجسّد أهمية التعاون الدولي في النهوض بمجال استكشاف الإنسان للفضاء. 
ويتمثل الهدف الأساس لهذه المهمة في تغيير وحدة RFG الخاصة بترددات الراديو، وهي جزء من نظام الاتصالات S-Band الخاص بمحطة الفضاء الدولية، تمهيداً لإعادتها إلى الأرض.
 كما سيكمل النيادي والفريق سلسلة من المهام التحضيرية لتركيب ألواح شمسية، حيث ستركّب هذه الألواح خلال مهمة لاحقة في يونيو المقبل، وستسهل هذه التحضيرات على روّاد الفضاء العمل خلال المهمة المقبلة. 
وللألواح الشمسية دور محوري في تشغيل المحطة الدولية، وتوفير طاقة نظيفة ومتجددة لدعم التجارب والأنظمة والعمليات اليومية على متنها.

  •  شهر في الفضاء 

 وأمضى رائد الفضاء سلطان النيادي، أكثر من شهر على متن المحطة الدولية، بعد انطلاقه من قاعدة «كيب كانافيرال» في فلوريدا مع طاقم Crew-6 في الثاني من مارس الماضي، والتحمت المركبة بالمحطة الدولية، بعد رحلة استغرقت 25 ساعة. 
ويعمل طاقم «البعثة 69»، منذ بدء مهمتهم رسمياً، على تنفيذ جدول مزدحم من الأبحاث العلمية على البشر، للقيام بها على متن محطة الفضاء الدولية، وتشمل الفحص بالموجات فوق الصوتية، وفحوص الرؤية، واختبارات السمع. كما شارك النيادي في أنشطة مختلفة إلى جانب زملائه في الطاقم، لاكتساب رؤى علمية جديدة، حيث تتضمن الخطة أبحاثاً عن أمراض القلب الناتجة عن اختلاق الأجواء بين الفضاء والأرض. 
ومن بين تلك التجارب، ربط رائد الفضاء ستيفن بوين، أقطاباً كهربائية على نفسه، ووضع علامات على الأوردة، للتحقق من شيخوخة الأوعية الدموية. وفي جلسة أخرى، أجرى بوين، وفرانك روبيو، وديمتري بيتلين، فحوص الرؤية على زملائهم في الطاقم، بمن فيهم النيادي، باستخدام معدّات التصوير الطبي الموجودة في مكتب أخصائي البصريات على الأرض. كما أن فيزياء الفضاء تشكل جزءاً من خطة الطاقم، حيث سعى العلماء والمهندسون إلى فهم كيفية تفاعل المواد التي أنتجت على الأرض، مع أحوال الجاذبية الصغرى.
 وعمل النيادي، خلال المرحلة الماضية، على تفريغ الحمولة التي أرسلتها مركبة «دراغون» في 16 مارس، وضمت نحو 2,800 كلغ من الأدوات المستخدمة في التجارب، واللوازم الخاصة بالطاقم، ومعدات محطة الفضاء الدولية.
 وسيُجري طاقم «البعثة 69» على متن المحطة الدولية عدداً من التجارب العلمية، تتعلق بدراسة كيفية احتراق المواد في البيئة القليلة الجاذبية، للحفاظ على سلامة المركبة، واختبار أداة لمراقبة الجهاز المناعي في المدار، واستكمال العمل على الطباعة الثلاثية الأبعاد لنسيج عضلة القلب، بهدف مراقبة عمل القلب في هذه البيئة، واختبار عيّنات للأحياء الدقيقة التي تحضر من الأرض. 
كما يُشارك النيادي في برنامج توعوي وتعليمي يشمل إجراء مكالمات مرئية مباشرة، والتفاعل مع الجمهور، فضلاً عن مهام الصيانة على متن المحطة الدولية. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/z8zwse3y

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"