عادي
بكين تطالب واشنطن و«الناتو» بتحمل مسؤولية الأزمة الأوكرانية

ماكرون يدعو نظيره الصيني إلى «إعادة روسيا لرشدها»

16:31 مساء
قراءة 3 دقائق
1

دعت بكين كلاً من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي «الناتو» إلى تحمل مسؤولية الأزمة الأوكرانية، بينما دعا الرئيس الفرنسي الزائر إيمانويل ماكرون نظيره الصيني إلى «إعادة روسيا إلى رشدها» بشأن أوكرانيا، وقال دبلوماسي فرنسي إن الصين مستعدة لدفع محادثات السلام الأوكرانية، بينما حذرت رئيسة المفوضية الأوروبية بأن إرسال الصين أسلحة لروسيا «سيضر بشدة» بالعلاقات مع بكين.

  • رسالة إلى واشنطن والناتو

صرحت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ بأن على الولايات المتحدة والتحالفات العسكرية مثل «الناتو» تحمل مسؤولية الأزمة في أوكرانيا.

وقالت في إفادة صحفية، الخميس، تعقيباً على تصريحات أمين عام حلف الناتو ينس ستولتنبرغ حول تداعيات إمكانية إمداد الصين روسيا بالأسلحة: «إذا تحدثنا عن المسؤولية عن مشكلة أوكرانيا، أعتقد أن الولايات المتحدة والكتل العسكرية مثل (الناتو) يتعين عليها أن تأخذها على عاتقها. وحلف شمال الأطلسي ليس في موقف يسمح له بتوبيخ الصين أو الضغط عليها». وأكدت الدبلوماسية الصينية أن الصين أيدت منذ البداية تعزيز محادثات السلام، و«سيحكم التاريخ في النهاية على من اتخذ موقفاً عادلاً وسليماً» وفقا لماو نينغ.

  • تعويل على بكين

قال الرئيس الفرنسي ماكرون الخميس لنظيره الصيني شي جين بيغ خلال زيارة دولة إلى بكين، إنه يعول عليه «لإعادة روسيا إلى رشدها» في ما يتعلق بأوكرانيا، فيما دعا الرئيسان إلى محادثات سلام.

وأكد ماكرون خلال لقاء ثنائي رسمي مع شي «أعرف أن بإمكاني الاعتماد عليكم لإعادة روسيا إلى رشدها والجميع إلى طاولة المفاوضات».

ودعا الرئيسان إلى مفاوضات سلام «بأسرع وقت ممكن» لوضع حد للنزاع في أوكرانيا، مؤكدين رفضهما لاستخدام السلاح النووي. وشدد ماكرون على وجوب «استئناف المحادثات في أسرع وقت ممكن لبناء سلام دائم»، فيما اعتبر شي أنه «لا يمكن استخدام السلاح النووي»، مندداً بأي «هجوم يستهدف مدنيين»، في تصريحات مشتركة أدليا بها بعد لقاء ثنائي في بكين.

كذلك أكد ماكرون أنه يجب «عدم استخدام السلاح النووي بالطبع على الإطلاق في هذا النزاع». وأضاف في ختام اللقاء «في هذا الصدد، يجب تذكير كل طرف بواجباته وخصوصاً روسيا التي أعلنت قبل فترة قصيرة رغبتها في نشر مثل هذه الأسلحة في بيلاروسيا وهو ما لا يتطابق مع التعهدات التي قطعتها لكم ولنا وأمام القانون الدولي».

وأفادت مصادر دبلوماسية فرنسية أن ماكرون «طلب بإلحاح من شي عدم إرسال» أي إمدادات لموسكو لحربها في أوكرانيا.

  • صوت أوروبي

استمر اللقاء ساعة ونصف الساعة، ووصفته الرئاسة الفرنسية بأنه «صريح وبناء».

وأشاد الرئيس الصيني بالعلاقات مع فرنسا في عالم يشهد «تغيراً تاريخياً عميقاً». وشدد على أن العلاقات بين باريس وبكين شهدت مع ذلك «تطوراً إيجابياً وثابتاً».

بعد ذلك، بدأ لقاء ثلاثي بحضور رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في بكين، محوره أوكرانيا. وحذّرت رئيسة المفوضية الأوروبية الحكومة الصينية من إرسال أسلحة إلى روسيا لمساعدتها في حربها ضدّ أوكرانيا، مؤكّدة أن ذلك «سيضر بشدة» بالعلاقات بين بروكسل وبكين. وقالت خلال مؤتمر صحفي «نحن نعوّل على عدم إرسال الصين معدّات عسكرية، بشكل مباشر أو غير مباشر، إلى روسيا، لأنّنا نعلم جميعاً أنّ تسليح المعتدي سيكون مخالفاً للقانون الدولي وسيضر بشدّة بعلاقتنا».

لكن الكرملين استبعد الخميس احتمال وساطة صينية لوقف المعارك في أوكرانيا لأن «الوضع مع أوكرانيا معقد، ليس هناك أفق تسوية سياسية».

وقالت مصادر دبلوماسية فرنسية إن شي أبدى خلال لقائه ماكرون استعداده للاتصال بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الوقت المناسب.  وقال أنطوان بونداز الباحث في مجموعة الأبحاث الفرنسية «مؤسسة البحث الاستراتيجي» لوكالة فرانس برس «في الوقت الراهن، نشهد من الجانب الصيني تصريحات تقليدية جداً». وأضاف «من الواضح أن الصين لم تغير موقفها. الهدف هو أن تفعل الصين ما تقوله، وهو ما لا يحصل حتى الآن».

في ظل هذه الأجواء، يسعى ماكرون إلى أن يكون «صوتاً يوحد أوروبا» لذا دعا فون دير لاين إلى مرافقته على ما ذكّر في خطاب ألقاه الأربعاء.

وبعد ظهر الخميس، تم إبرام اتفاقات فرنسية-صينية في مجال الأبحاث والتعاون الثقافي والزراعة والتعليم. وستضاعف شركة إيرباص قدراتها على إنتاج طائرات في الصين اعتباراً من 2025 عبر إقامة خط ثان لجمع الطائرات في تيانجين (شمال). (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3vyz67cy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"