عادي
دعا القارة العجوز إلى أن تقلل اعتمادها على واشنطن

ماكرون يدعو لإرساء عناصر استقلال استراتيجي أوروبي حقيقي

19:32 مساء
قراءة دقيقتين
1
ماكرون يتحدث الى الإعلاميين في متحف فن الطوب الأحمر في بكين

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أوروبا إلى عدم «الدخول في منطق الكتلة مقابل الكتلة»، مشدداً على ضرورة ألّا تكون «تابعة» للولايات المتحدة أو للصين في ما يتعلّق بتايوان.

 وفي تصريحات على متن الطائرة التي عادت به من بكين إلى باريس، ومقابلة نشرت أمس الأحد، قال ماكرون: «أسوأ شيء هو الاعتقاد أننا نحن -الأوروبيين- يجب أن نكون أتباعًا» حول مسألة تايوان، و«أن نتكيّف مع الإيقاع الأمريكي ورد الفعل الصيني المبالغ فيه». ودعا أوروبا إلى «الاستيقاظ»، مضيفاً: «أولويتنا ألّا نتكيّف مع أجندة الآخرين في مختلف مناطق العالم». وتابع: «لماذا علينا اتّباع الإيقاع الذي يختاره الآخرون؟ في مرحلة ما، علينا أن نطرح على أنفسنا سؤال أين تكمن مصلحتنا (...)؟ علماً أننا لا نريد الدخول في منطق الكتلة مقابل الكتلة».

وكان ماكرون تطرق، الجمعة، مع نظيره الصيني شي جين بينغ إلى الوضع في تايوان. وأفاد الإليزيه بأن الاجتماع بين ماكرون وشي كان «مكثفاً وصريحاً»، ناقلاً اهتمام ماكرون الشديد ب«تراكم التوترات في المنطقة».

وتعتبر بكين تايوان، البالغ عدد سكّانها 23 مليون نسمة، جزءاً لا يتجزّأ من أراضي الصين، ولم تتمكّن بعد من إعادة توحيدها مع بقيّة أراضيها منذ نهاية الحرب الأهليّة الصينيّة في 1949.

وفي مقابلته مع صحيفة «ليزيكو» الاقتصادية الفرنسية، دعا ماكرون إلى أن يكون «الاستقلال الاستراتيجي» هو «معركة أوروبا»، محذراً من أن «تسارع الاحتكار الثنائي» الصيني الأمريكي قد يؤدي إلى خسارة «الوقت والوسائل لتمويل» هذا «الاستقلال الاستراتيجي».

وقال: «سنصبح تابعين في حين أننا قادرون على أن نكون القطب الثالث إذا كان لدينا بضع سنوات لتأسيسه». وأضاف: «يكمن التناقض في إرساء عناصر لاستقلال استراتيجي أوروبي حقيقي، وفي الوقت عينه اتباع السياسة الأمريكية».

ولفت إلى أنه «فاز في المعركة الأيديولوجية» في الاتحاد الأوروبي؛ إذ «قبل خمسة أعوام كنّا نقول إن السيادة الأوروبية غير موجودة». مؤكداً نظريته حول «الحكم الذاتي الاستراتيجي» لأوروبا، التي من المفترض أن تقودها فرنسا، لتصبح «قوة عظمى ثالثة»، بحسب تعبيره. وتابع قائلاً: «الخطر الكبير الذي تواجهه أوروبا هو أنها عالقة في أزمات ليست من شأننا أو أزماتنا مما يمنعها من بناء استقلاليتها الاستراتيجية». وشدد ماكرون على أن الأوروبيين يجب ألّا يكونوا أتباعاً للولايات المتحدة في أزمات لا دخل لأوروبا بها. ودعا إلى «تعزيز الصناعة الدفاعية»، و«تسريع المعركة من أجل الطاقة النووية والطاقات المتجددة» في القارة الأوروبية.

ولفت ماكرون إلى أن أوروبا زادت من اعتمادها على الولايات المتحدة في مجال الأسلحة والطاقة، وبالتالي يتوجب على أوروبا الآن التركيز على تعزيز الصناعات الدفاعية الأوروبية.

كما دعا ماكرون إلى ضرورة أن تقلل أوروبا من اعتمادها على الدولار «خارج الحدود الإقليمية».(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p88jh97

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"