عادي
رسالة تعقيب على موضوع بـ «مجلة الصائم»

سلطان لـ «الخليج»: هذا تفسير آيات قصة بقرة بني إسرائيل

00:01 صباحا
قراءة 3 دقائق
حاكم الشارقة

صحح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تفسيراً لبعض آيات سورة البقرة ورد في أحد موضوعات «مجلة الصائم» التي تصدر ضمن «الخليج» طوال رمضان.

التفسير ورد، في عدد الثلاثاء، في موضوع بزاوية «كان يا ماكان» حول قصة بقرة بني إسرائيل، واستدعى تصويباً من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي؛ لتعلق الأمر بآيات القرآن الكريم.

وتفضل صاحب السمو حاكم الشارقة بمخاطبة «الخليج» في رسالة بخط يده إلى رئيس التحرير تضمنت ما يأتي:

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى رئيس تحرير جريدة الخليج المحترم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قرأت جريدة الخليج، العدد 16032، قبل صلاة الفجر من يوم الثلاثاء، الحادي عشر من إبريل عام 2023م، فوجدت خطأً، لا ينبغي السكوت عنه، حيث إنه يتعلق بتفسير آيات القرآن الكريم، كان ذلك في الصفحة الحادية والثلاثين من ذلك العدد، تحت عنوان «كان يا ما كان».

الصورة

في الآية 67 من سورة البقرة، قال الله تعالى: «وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرةً قالوا أتتخذنا هزواً قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين».

الصورة

ولأهمية قصة تلك البقرة، فقد وُضعت عنواناً لثلاثة أجزاء وآياتها 286 آية، وفي مقدمة المصحف بعد الفاتحة.

الصورة

تقول الرواية: إنه في أيام سيدنا موسى، كان هناك رجل عابد، زاهد، لا يملك من حطام الدنيا إلاّ بقرة، قام بالعناية بها، يتبين ذلك من وصفها.

الصورة

بعد أن توفى الله ذلك الرجل العابد، أراد الله أن يجازيه بثواب في الآخرة، وثواب في الدنيا، وثواب الدنيا: «العناية بأولاده».

فيا من تجمع المال، وتذكر أنه ضمان لأولادك، ملتهياً عن عبادة الله، لك في هذه القصة عبرة.

كان لذلك الرجل العابد ابن، فسأل أمه يوماً، قائلاً:

ماذا ترك لنا أبي؟

قالت: لم يترك لنا شيئاً، إلاّ بقرة.

قال ابنها: وأين تلك البقرة؟

قالت: لقد عطف عليها وأطلقها لترعى مع الأبقار.

طلب الابن من أمه أن تصف له البقرة.

قالت: «إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك».

والبقرة الفارض هي التي طعنت في السن، والبكر هي البقرة الفتية.

طلب الابن من أمه أن تبيّن له ما لونها.

قالت: «إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين».

واللون الفاقع الذي اشتدت صفرته.

ذهب الابن يبحث عن تلك البقرة بين الأبقار التي بالمرعى.

رجع الابن إلى أمه قائلاً: «إن البقر تشابه عليه».

قالت له: «إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها».

ومعنى تثير الأرض، أي تحرث الأرض، وتسقي الحرث، أيّ بها يسقى الزرع، مسلمة أيّ سلمت من العيوب والآفات، لاشية فيها: ليس بها لون يخالف لونها وهو الصفرة الفاقعة، فالمرأة تعرف بقرتها.

وجد الابن البقرة بعد أن وصفها مراراً لأصحاب الأبقار.

وقعت حادثة مقتل أحد اليهود، وكانوا يعرفون القاتل ولكنهم تدافعوا واختلفوا، حيث قال الله تعالى: « وإذ قتلتم نفساً فادارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون».

أراد الله أن يكرم ابن الرجل العابد وأن يكشف الجريمة، فأوحى إلى نبيه موسى أن يطلب من اليهود أن يذبحوا بقرة، وأخذ يصفها لهم، حتى استدلوا عليها عن طريق أصحاب الأبقار، وذهبوا جميعاً إلى بيت الرجل العابد، وهناك وجدوا البقرة فتنافسوا على شرائها، حتى بلغ ثمنها، وزنها ذهباً.

قام اليهود بذبح البقرة، كما أمرهم النبي موسى، ثم أمرهم بضرب جسد المقتول بأجزاء من البقرة فانتبه المقتول، وذكر اسم قاتله.

القصة، كما جاء في القرآن الكريم، قال الله تعالى:

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ «67» قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ «68» قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ «69» قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ «70» قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَّا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَّا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ «71» وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَّا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ «72» فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ «73».

سلطان بن محمد القاسمي

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ykfxxcv7

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"