عادي

تعليق على كتاب «النظام الانتخابي الخليجي» لمحمد سالم المزروعي (1-2)

22:47 مساء
قراءة دقيقتين
1

بقلم: عبدالغفار حسين

قرأتُ كتاب الدكتور محمد سالم المزروعي «النظام الانتخابي الخليجي» واستمتعت بقراءته، لأني كنتُ أحد أكثر الناس في الإمارات تطرّقاً إلى شأن المجلس الوطني الاتحادي، منذ أن كان تريم عمران، رحمه الله، رئيساً للمجلس.

ونحن أمام بحث يدل على أن صاحبه الدكتور محمد سالم، متعمق أكاديمياً في العلوم السياسية، وذو دراية فائقة بطبيعة البرلمانات والانتخابات، ليس في منطقتنا الخليجية ذات التاريخ غير البعيد بمثل هذه التجارب فحسب، بل في المجتمعات الإنسانية الأخرى، والتي قطعت شوطاً بعيداً في هذا المجال، مجال التجارب في الثقافة الديمقراطية.

وقد يكون التعرف إلى التجارب التي مرَّت بها المجتمعات التي أخذت نصيباً وافراً من الثقافة الديمقراطية، ليس بعيداً عن مفهوم الكثيرين، إما عن طريق ما تلقّوه من تعليم، أو عن طريق التثقيف والقراءة المُيسَّرتَيْن اليوم لكل راغب في المعرفة، خاصةً أن بيننا متضلعين في الشأن السياسي المحلي والعالمي، وأعضاء مخضرمين في المجلس الوطني.

والذي يهمنا في الإمارات تحديداً، هو التجربة التي نمر بها، وبشكل خاص منذ عام 2006، أي منذ قرار تغيير تركيبة المجلس الوطني من الشكل التقليدي الذي كان عليه منذ تأسيسه عام 1972، إلى شكلٍ فيه شيء من التغيير والتجديد اللذين عرفناهما، ومن ثم بدأ المجلس بممارستهما.

وهذا الكتاب «النظام الانتخابي الخليجي» لا يطرح دراسةً تحليلية لهذه التجربة المذكورة، بحيث يحكم عليها بالصواب أو الخطأ، أو يقدم لنا دليلاً على مكامن الخطأ ومكامن الصواب، لكنّ المؤلف الدكتور محمد سالم يسرد لنا الواقعة تاريخياً، ثم حوادثها وأبعادها دون أن يبدي رأياً واضحاً. وأكثر بحثِ المؤلف في كتابه هذا، كان في التركيز على الآلية أو ميكنة العمل الانتخابي، إذا صح التعبير، وهذا عمل تقني فني وليس عملاً سياسياً تربوياً ثقافياً، من ذلك الذي نحن بحاجة ماسة إليه في سيرنا التدرجي نحو التطور النيابي، وحيث إن الدكتور محمد سالم أحد أكثر المطّلعين على مجريات الأمور، فإن رأيه في هذا الصدد مهم لنا، ويوضع من قِبلنا جميعاً في الحسبان.

وليس هناك مأخذ على موقف المؤلف في عدم وضوح الرؤية هذه، فالتجربة البرلمانية في الإمارات تُعتبَر جديدة ولم تُشبَّع بحثاً، وليس هناك إعلام تثقيفي محلي عنده القدرة على تحديد مكامن الضعف والقوة في هذه التجربة، وكان يجب على المؤلف أن يبيّن وهو المطَّلِع، كما قلنا، على التجربة، ويقول لنا: هل التجربة ذات مضمون جيد؟ وهل من الحَسَن أن نمشي على هذا المنوال التدرجي؟ وهل هذا هو المطلوب أم التغيير الشامل، مثل أن نُقلِّد الكويت، على سبيل المثال، باعتبار الكويت أقرب المجتمعات إلينا؟ وهل تجربة الكويت نجحت وأتت أُكُلاً طيباً؟ وهل ما يجري في الكويت وما جرى خلال السنين الماضية من عراك سياسي، شيءٌ مفيد لنا نحن الشعوب الخليجية الصغيرة، أليس هذا العراك عَقبةً في سبيل التنمية؟

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yx2h822t

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"