عادي

خالد راشد: التطوع قيمة راسخة في الإمارات

23:46 مساء
قراءة 4 دقائق
إحدى تجارب التطوع
خلال مشاركته في إحدى الفعاليات
خالد راشد حسن

الفجيرة: محمد الوسيلة

تكمن سعادة العديد من الأفراد في ولوج آفاق العمل العام على اختلاف منصاته المتعددة، حيث يحرص الكثيرون على ممارسة شغفهم في المجال الذي يستهويهم، ومن هنا جاءت تجربة المواطن خالد راشد حسن في مجال التطوع،

بعد أن دفعه حب الخير والحرص على خدمة الناس والمجتمع إلى ممارسة العمل التطوعي، كونه شأناً عاماً يستطيع المرء من خلاله تقديم كل ما هو مفيد إلى مجتمعه ووطنه، أما القناعة الراسخة عند خالد، هي أن التطوع قيمة إنسانية كبيرة يكمن جوهرها في تقديم المساعدة المطلوبة للقضايا المجتمعية بدون مقابل، وهي قيمة راسخة في الإمارات وركيزة أساسية في المجتمع، وبعد سنوات في العمل التطوعي، قدم خالد جهده العملي بشكل مؤسسي، بعد أن انتمى إلى فريق زايد التطوعي في عام 2015 انطلاقاً من مفهومه الشخصي للعمل التطوعي.

ولأن الزلزال الذي ضرب دولتي سوريا الشقيقة وتركيا الصديقة، يعد أكبر كارثة إنسانية حدثت مؤخراً، بدأ خالد راشد حديثه مع «الخليج» من الدور الذي تلعبه المساعدات الإنسانية في مثل هذه الأحداث، وقال إن الكوارث الطبيعية والفعاليات الكبرى تحتاج بالضرورة إلى جهد وعطاء الجميع، سواء كانت جهات حكومية مختصة أو مؤسسات القطاع الخاص وأفراد المجتمع.

تكامل الأدوار

لفت خالد راشد إلى أن الجميع شركاء في الفعل، انطلاقاً من أهمية مساهمات العمل التطوعي لأن أدوارها تتكامل مع القطاعات الرسمية لتحقيق الأهداف المرجوة، وأن المواقف والدوافع هي التي تقود الخيرين إلى التطوع لخدمة المجتمع والوطن، وكذلك تسجيل الحضور والتواجد في كل مهمة يستطيع المرء من خلالها تقديم يد العون والمساهمة في نجاح الفعاليات، أو درء آثار الكوارث مثل الفيضانات والسيول التي شهدتها إمارة الفجيرة في يوليو/تموز الماضي.

وعن كيفية دخوله إلى مجال التطوّع، وبداياته معه يقول خالد: «نحن أبناء هذا المجتمع الفاضل تشرّبنا بقيمه النبيلة، وعشنا في كنف حكومتنا الرشيدة التي قدمت لنا الرفاهية والسعادة والحياة الحرة الكريمة، وذلك بفضل توجيهات قيادتنا الحكيمة، كما رسخت حكومتنا الرشيدة بداخلنا حب الوطن، ما دفعنا للخروج إلى العمل العام من أجل رد الجميل، لذا كان قطاع التطوع هو المنصة المثالية التي من خلالها نستطيع رد الدين، فارتدنا آفاق التطوع بحب وسعادة لخدمة الإمارات، وسجّلنا حضورنا في جميع المجالات بعقل مفتوح وجهد كبير، وشاركنا بفعاليات في جميع الجبهات التي كانت في أمس الحاجة إلى جهودنا من أجل خدمة الإمارات وإنسان الإمارات والمقيمين على أرضها».

ويضيف: بدايتي كانت مع فريق سواعد زايد التطوعي في سنة 2015، حيث كان الدافع الأساسي إلى ارتياد العمل التطوعي، هو تحقيق السعادة والرضا الشخصي من خلال إسعاد الآخرين، بتقديم الخدمات الجليلة لأفراد المجتمع حتى وإن كانت خدمات بسيطة، باعتبار أن حب الخير للآخرين يكمن بداخلنا وبلا شك فإن الدعوات التي تصلنا مقابل الخدمات والأعمال التي نقدمها لا تقدر بثمن.

أجمل تجرية

يقول خالد إن أجمل تجربة تطوعية قدم فيها عطاء، ونال منها الكثير من الدعوات والثناء كانت مبادرة «خير زايد في عيال زايد» التي تمحورت أعمالها في تقديم وتوزيع الوجبات الغذائية على العمال والمحتاجين في شهر رمضان.

ويضيف: «من التجارب المتميزة أيضاً والتي عمقت فكرة التطوع بداخلي كانت في بطولة الفجيرة الدولية للتايكوندو، بعد أن شاهدت الجميع يعمل بروح الفريق الواحد رغم ضغوط العمل، كما لفت نظري بدهشه أن رئيسة الفريق كانت تعمل كمتطوعة وليست كرئيس، وحرصت على أن تعلمنا مهارات جديدة في كيفية تقديم المساعدة للناس، وأتاحت هذه التجربة لي فرصة التعرف إلى أصدقاء جدد، فكان العمل في البطولة تحدياً مدهشاً تمكنت خلاله من رد ولو جزء بسيط من الجميل للوطن، وتملكتني السعادة الكبيرة بعد شعوري أنني أحدثت تغييراً في المجتمع ووضعت بصمتي الخاصة في التطوع».

وتابع خالد: «تجربتي التطوعية تنوعت في مجالات متعددة، بحيث شاركت في إدارة عمليات جناح الدولة في (إكسبو 2020)، فضلاً عن المبادرات المتعددة في حملات تنظيف الشوارع والميادين بالفجيرة، ومساعدة المتضررين من السيول والفيضانات التي شهدتها الإمارة منتصف العام الماضي والمساهمة في تنظيم البطولة العربية والدولية للتايكوندو بالفجيرة، وطواف الشارقة الدولي الرياضي، والبطولة العربية للملاكمة، والاختبارات السريرية الثالثة لتجارب لقاح كورونا».

مبادرات عديدة

يكمل خالد راشد أنه شارك في مبادرات أخرى مثل، إعداد الوجبات وتوزيعها على العمال والمحتاجين، إضافة إلى تدريب المتطوعين على نظام التسجيل في برنامج «الجينوم الإماراتي»، وتنظيم حركة المرور والسير في الشوارع خلال تجربة السيول والفيضانات مؤخراً بالفجيرة، وهي المبادرة التي تعود مشاركته فيها إلى قناعته بأن التطوع يعكس الصورة الطيبة وقيم الخير عند الإنسان، الذي يجب عليه التعاون مع أفراد المجتمع ليصنع الأثر الطيب بممارسة التطوع باعتباره نشاطاً إنسانياً خالصاً وفرصة ذهبية لخدمة الوطن، وتقديم المساعدة والعون والجهد من أجل تحقيق الأهداف وتطوير المجتمع.

وعن أثر التطوع في شخصيته يقول خالد راشد: «لا شك في أن التطوع صقل تجربتي وملّكني مهارات عديدة أهمها كيفية التعامل مع الآخرين بحب وانتماء حقيقي، إلى جانب الصبر والجلد في مواجهة التحديات والتعاون من أجل إنجاز المهام وتعزيز قيم التسامح بداخلي، وغيرها من قيم نبيلة أضافت إلى شخصيتي الكثير، وغيّرتني إلى الأفضل وأكسبتني صداقات ومعارف جدد.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p82t77u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"