سلّم النجاح

الإرادة الصادقة تشبه قوة خفيّة تسير خلف ظهرنا وتدفعنا للأمام على طريق النجاح وتتنامى مع الوقت حتى تمنعنا من التوقف أو التراجع، فالنجاح يُعرف على أنه سعي المرء للوصول إلى هدفه مهما واجهته المصاعب والعقبات متسلحاً بالإصرار والعزيمة، ومن أبرز مفاتيحه هو الثبات وعدم الاستسلام في التعامل مع المتغيرات والاستجابة لها بسلاسة وانفتاح العقل وتقبل الآخرين والثقة بالنفس، فإذا كان مصعد النجاح معطلاً، علينا استخدام السلّم درجة درجة.
ومن أبرز خطواته تحديد المُبتغى وإكماله بشكل صحيح، ووضع الخطة الملائمة للمضي قُدماً، وكتابة الموعد النهائي لأنه يجبر الإنسان على القيام بالأمور المُترتبة عليه حسب الأولويات، ومن أهم أركانه هو التقدير فهو الدافع الأكبر للتحفيز وإثارة الحماسة لبذل أكبر مجهود في إنجاز الأعمال الموكلة لهم والثّناء عليهم في العمل واحترام آراء الآخرين، فالنّقد يُفيد في تطوير الخبرات والمهارات ووضع عادات جديدة كل يوم، ووضع قائمة للمُشكلات التي تودّ إصلاحها، حيث حلّ جزء بسيط منها سيزيد من القدرة على التفكير ويتوقف شعور الاستسلام وعدم الخوف من الفشل أوالرفض، فهو يحتاج لأن يتعامل الأشخاص مع الخوف على أنه أمر طبيعي وليس سلبياً كما تُصور لهم مخيلتهم؛ فالناس لا يصلون إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس، وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف كثيراً في مراكز الإحباط واليأس.
ومن معاييره هو تقدير قيمة الوقت والالتزام بالمواعيد وتقدير وقت الآخرين وعدم التأخر عليهم وتحمّل المسؤولية الكاملة وأخذ مواقف إيجابية وعدم تضييع الفرص المُتاحة والإبداع حيث يفتح للأشخاص فرصاً كثيرة للعمل فلا أحد يحتكر النجاح لنفسه، فالنجاح ملكٌ لمن يدفع الثمن.
فالناجحون يتسمون بالتّخطيط ووضع عادات إيجابية يقومون بها كل صباح، ليكونوا على استعداد كامل ليومهم الذي سيبدأون به، وتخصيص وقت للاسترخاء فالعقل والروح بحاجة إلى الراحة وعدم ترك مكان للتّشاؤم وإعادة المحاولة، لأن الفشل هو نقطة الانطلاق نحو النجاح وجزء منه وليس عكسه.
معوقات النجاح تكمن في المماطلة وتأجيل الأعمال والواجبات، والشخص الذي لا يواكب التطور فإنه يحكم على نفسه بالفشل، والسماح للآخرين بتسيير أموره والتحكم بخُطى سيره، وكذلك اللامُبالاة وعدم تحديد الأولويات وإشغال العقل وعدم تغيير نمط الحياة المعتاد عليه والكسل وعدم الثقة بالنفس والنظر إلى الأمور بالسلبية والتشاؤم وعدم مُقاومة رغبات النفس وعدم أخذ آراء المختصين. فالنجاح يجذب النجاح، فإذا حرصنا عليه علينا تحقيق ولو جزء منه.
[email protected]