الموارد البشرية والتسويق

نختبر عصراً تداخلت فيه التخصصات بشكل يمكن أن يكون مفيداً جداً للشركات والمؤسسات؛ إذ يمكن لكل تخصص أن يستفيد من مجالات مختلفة لتعزيز الأداء وتحسينه بشكل عام، فعلى سبيل المثال يمكن للموارد البشرية أن تستعير الكثير من الممارسات من تخصص آخر هو التسويق. كيف يمكن أن يتمّ ذلك؟ وما أبرز الممارسات القابلة للتطبيق؟
قد تمثل العلاقة بين تخصصي الموارد البشرية والتسويق مثالاً جيداً على تحقيق التكامل بين التخصصات، بما يحقق أهداف الشركات، فيما يلعب التسويق دوراً حيوياً في جذب العملاء وتحسين صور العلامة التجارية، بما يؤثر بشكل مباشر على سمعة المؤسسة وحضورها في ذهنية الجمهور العام والمجتمع، ويُسهم في تعزيز دور الموارد البشرية في جذب الموارد البشرية المناسبة مع ثقافة الشركة، وتطوير هذه الموارد وتحويلها إلى سفراء لرسالة الشركة وقيمها.
لقد أثبتت الكثير من التجارب حول العالم نجاح هذا المنهج، كما أن إحصائيات منصة لينكد إن أظهرت أن ٩١٪ من أصحاب العمل يستخدمون منصات التواصل الاجتماعي كجزء من عملية التوظيف، بينما وصلت نسبة مستخدمي هذه المنصات للبحث عن عمل إلى ٧٩٪، و بلغ عدد الباحثين عن عمل عبر منصة لينكد إن وحدها ٤٠ مليون شخص أسبوعياً. 
كما أن ٨٩٪ من الشركات العاملة في مجال التوظيف استخدمت منصات التواصل الاجتماعي لجذب المرشحين، و٦٣٪ من الشركات استخدمت هذه المنصات لتحسين صورة العلامة التجارية، مما ساهم بشكل كبير في زيادة فاعلية التوظيف مع مرور الوقت. ووفقاً لشركة شرم، فإن الشركات التي تعتمد أسلوب تسويق التوظيف تولد ثلاثة أضعاف عدد العملاء المحتملين، كما وجدت شركة أبحاث ألجيس أن هذا الأسلوب يمكن أن يوفر على الشركات ٤٠٪ من إجمالي تكاليف المواهب.
هناك خمس نقاط رئيسية تحقق نجاحاً كبيراً عند اتباع منهج التكامل بين التسويق والموارد البشرية هي: الانطلاق من علامة الشركة التجارية والتركيز على بناء السمعة والحفاظ عليها، معرفة الجمهور بشكل دقيق والاهتمام بتفاصيل الاحتياجات والطموحات، استخدام التسويق بالمحتوى لا غنى عنه، التعامل مع المرشحين للوظائف كعملاء والحرص على تقديم تجربة عميل ناجحة لهم، وأخيراً الاهتمام بقياس الأثر ومتابعة النتائج وتحسين الأداء في المستقبل.
[email protected]