مفاجآت «التحدّي»

00:30 صباحا
قراءة دقيقتين

مازال هناك من الأطفال والشباب من يحبّ القراءة وباللغة العربية.. ومازال هناك من ينافس ويتحدى! بل قل أكثر ولا تتعجب، فكلما كبر التحدي فاجأنا الشباب والصغار باستعدادهم وحماستهم، وكأنهم يثبتون لنا أننا نُسيء التقدير حين نتّهمهم بالإهمال ونبني أحكامنا على عشقهم لكل ما هو غربيّ وتمحّكهم ب«الفرنجة» التي تجعلهم ينحازون إلى اللغات الأجنبية، مسقطين من حساباتهم الفصحى، لدرجة أن بعضهم يخجل من النطق بها أو الاعتراف بمعرفتها وفهمها، وكأنه يحافظ على «اعوجاج» لسانه دليلاً على تمدّنه ورقيّه.

للمرة السابعة يأتي «تحدي القراءة العربي» ليثبت أننا نخطئ بإصدار الأحكام المطلقة على شبابنا العربي؛ فالتحدي الذي أطلق دورته الأولى في العام الدراسي 2015 -2016، وفق رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، التي جاءت لتتحدّانا نحن الكبار وأولياء الأمور، فتثبت لنا بأن صغارنا قادرون، وبأنّهم للغتهم مخلصون، وما علينا سوى تشجيعهم وتوجيههم نحو المسارات الصحيحة، ولولا إيمانه بأن «القراءة بداية الطريق لمستقبل أفضل» لما شهدنا هذه الحفاوة في كل بيت عربي أينما كان في أي دولة في العالم، بتحدّي القراءة، وتشجيع الأبناء على المشاركة حتى لو لم يحالفهم الحظ بإنجاز المهمة في الوقت المحدد، أو بالفوز في المسابقة، فالمهم أنهم يقرؤون الكتب بالعربية ويفهمونها ويتحدثون بها.

وصلنا إلى الدورة السابعة، وهي تحمل لنا أكثر من مفاجأة أيضاً؛ حيث تشهد زيادة في أعداد الطلبة المشاركين بنسبة 11% على الدورة الماضية، التي كانت أعلى من قبلها وهكذا.. وإذا كان رقم 24.8 مليون طالب وطالبة يدهشنا، فكيف يكون شعورنا وقد تضمن هذا العدد 22506 طلاب من أصحاب الهمم، سيشاركون في التصفيات النهائية؟! إنه الحدث الأكبر في هذه الدورة، فللمرة الأولى ينضم أبناؤنا من أصحاب الهمم إلى مبادرة «تحدي القراءة»، ينخرطون أكثر فأكثر في المجتمع بجانب إخوانهم الطلبة من مختلف الفئات، وهذه المرة تفتح المبادرة باباً جديداً لتزيل كل الحواجز والعقبات، ولتضمّ كل شبابنا وصغارنا تحت جناحي اللغة العربية، ولتثبت أن الأمل دائماً موجود والمطلوب واحد، هو أن نسعى جدياً لترغيب أبنائنا في العربية، ولنخلق بأنفسنا الأساليب والتحديات والمبادرات، كي يحبوها ويخلصوا لها، والأمل سيبقى موجوداً مادام هناك من يؤمن بأن العربية هي الأم، ويؤمن بأن لها حقوقاً وأننا أهلها ونحن من يحافظ عليها ويحميها.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr4xchkf

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"