عادي

أسرة عربية بأكملها داخل السجن بسبب تعاطي المخدرات

15:36 مساء
قراءة دقيقتين
جميلة الزعابي

دبي: سومية سعد
مصيرهم المشؤوم بدأ بتجربة المخدرات، تبعها شعورهم براحة وسعادة زائفة، وجرّ هذا الشعور المغلوبين على أمرهم ليدخلوا مرحلة الإدمان، ومن ثم المكوث في عالم المخدرات، وما يتبعه من الحاجة الماسة للمال على حساب العائلة والأهل والأبناء، حتى تم القبض على أفراد الأسرة وفي النهاية يعيشون جميعهم مساجين خلف القضبان.
سيدة أربعينية ترافق أسرتها داخل السجن، تلك السيدة المكلومة القلب من الجنسية العربية، إحدى نزيلات المؤسسات العقابية والاصلاحية في دبي، تروي حكايتها، التي تعصر القلب وترقرق الدموع بما تضمه من تفاصيل ألم فراق أسرتها وتشتتهم للانجراف نحو هاوية المخدرات، حيث تقول: تزوجت رجلاً لم يسأل عنه أهلي ولم نعرف أنه مدمن للمخدرات إلا بعد إنجاب أولادي، وبدأت تسوء حالته ويعاملني معاملة سيئة، وفجأة فقدت السيطرة على نفسي وتدرجت في تعاطي السموم وأصبحت لا أعرف أين طريق النجاة من المخدرات، التي ورثتها منه بعد أن غير حياتي وقلبها إلى جحيم بسبب الإدمان، الذي كان يفقده الوعي ويضربني بلا رحمة عندما كان يطلب ثمن المخدرات، ذلك الضرب المبرح الذي أفقدني بهجة الحياة وجعلني أجرب هذا السم الذي لا ينقطع عن البيت أملاً في نسيان تعاستي إلى أن جربه أولادي فيما بعد، بكل أريحية، معتمدين على الخبرات التي منحها لهم وتعريفهم الطريق الصعب الذي ينتهي بالموت أو السجن بعد الانجراف نحو هاوية المخدرات وزرع معتقدات الإدمان وطريقة التفكير الإدمانية فيهم.
تضيف: أصبحنا جميعاً مدمنين ننتظر الهلاك وكان إدماني همي الأكبر وهو هروب من واقعي المر، وكان جرأة ممزوجة بالتهور وقلة الوعي، ساقتني خلفها في التعاطي، ولأن زوجي هو السبب وهو من أعطاني ذلك السم، تم القبض عليه ومن ثم القبض علي ليظل أولادي في المنزل بلا رقيب ويجربون ذلك السم الذي راح ضحيته أبوهم وأمهم، ليتم القبض عليهم وهم يقومون بشراء المخدرات، والآن أنا في سجن النساء وزوجي في سجن الرجال وأولادي في الأحداث لنصبح أسرة مشردة جميعاً في السجن بسبب المخدرات.
وأكدت العقيد جميلة الزعابي، مديرة سجن النساء في دبي، أنّ الاختيار الصحيح للزوج يجب أن يكون مبنيّاً على أسس أخلاقيّة متينة بعيداً عن التسرّع في اتخاذ القرار واللهث وراء المظاهر الماديّة الخادعة، كالحسب والجاه والمال والمتعة وكذلك الشكل الخارجي، والرفض في حالة معرفة تعاطي الزوج المخدرات.
وأضافت: إن مخاطر تعاطي المخدرات لا تؤثر في المتعاطي نفسه، بل في أسرته فيما بعد وإن جميع المخدرات مهما اختلفت أنواعها وأشكالها ومسمياتها لها عامل مشترك هو تغييب الإدراك وفقد الاتزان العقلي للشخص المتعاطي، ويترتب على ذلك تصرفه تصرفات غير طبيعية مع نفسه ومن حوله.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/rfw2fw8x

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"