«كنف».. الملاذ الآمن

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

منذ سنوات والشارقة تضع الأطفال في مقدمة اهتماماتها، هي صديقة للطفل؛ بل صارت بيت الطفل الآمن، ترعى حقوقه، تشرع له الأبواب، ليتعلم ويفهم ويقف على المنبر، ويتحدث عن حقوقه، ويطلع على واجباته، تقيم له المهرجانات القرائية والسينمائية والتثقيفية والترفيهية.. وكلما تقدم الوقت، تبلورت أفكار ووجدت الشارقة منفذاً جديداً تصل من خلاله إلى كل طفل، فتكبر المبادرات، وتكبر سعادة الأطفال بهذه الرعاية الخاصة والمميزة وهذا الحضن الدافئ دائماً. 
الشارقة هي بيت الطفل، ومنها ولد «كنف» البيت الأول من نوعه في المنطقة، ومهمته توفير «الحماية المتكاملة والعلاج اللائق والإرشاد المناسب، لكل طفل يتعرض لإساءة أو اعتداء جنسي أو جسدي أو نفسي»؛ هذا المركز المتخصص يسعى إلى توفير الدعم القانوني والنفسي والاجتماعي لضحايا الإساءة الجسدية والجنسية أو حتى الشهود عليها، مبادرة كريمة أتت من قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة؛ حيث وجّهت إدارة سلامة الطفل بتأسيسه، وها هي أولى بشائر «كنف» تظهر مع أول برنامج تدريبي متخصص يعقده بعنوان «طرائق الاستماع والتعامل مع ضحايا العنف من الأطفال»؛ وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي للأطفال ضحايا الاعتداءات والذي صادف في 4 يونيو.
وجود المركز بحد ذاته يبث الأمل في نفوس الناس، يطمئن الأطفال، ويزرع فيهم الثقة والإحساس بالأمان، والجلسات واللقاءات والبرامج، تفتح أبواباً للإضاءة على أحدث الوسائل التي توصل إليها الطب والعلاج النفسي في تعامله ومعالجته للضحايا، وكيفية حمايتهم من المضاعفات والآثار النفسية والسلبية التي تنجم عن كل ما يتعرضون له من إساءة.
كل المبادرات التي يلتقي فيها الخبراء للتباحث، وعرض أحدث ما توصل إليه العلماء والتطورات التقنية وعرض وجهات النظر وفق الخبرات العملية، هو إثراء للمعلومات، وإضافة مهمة وضرورية يستفيد منها الجميع، وتساعد بلا شك في لفت الأنظار إلى أخطاء يجب تداركها، وإشارات يجب الانتباه لها، لا سيما حين نتحدث عن الأطفال والعنف، وما يصيبهم من خوف وعجز عن فهم واستيعاب ما يحصل لهم وعجزهم وخوفهم من التعبير عن مشاعرهم.
ضحايا العنف يتقوقعون ويخشون البوح والحديث عن ألمهم، وما يتعرضون له، فما بالنا بالأطفال الذين يجهلون كيفية التصرف خصوصاً إذا كان المعتدي من الأهل أو الأقرباء أو من الأشخاص المعروفين لدى الأسرة، كما يجهل أولياء الأمور كيفية التصرف، لحماية أبنائهم، ووقف ألمهم النفسي ومعالجتهم من أي أذى نفسي وبدني ورعايتهم؛ لذا يعد «كنف» الملاذ الآمن والبيت الدافئ لكل ضحية، مكملاً روح الشارقة وهدفها في أن تكون البيت الكبير والحاضن لكل الأطفال.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5f3cdz9k

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"