الكونغرس يعيد النظر

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

ما الذي يمكن القيام به عندما يكون أحد أبرز ملامح الحراك التكنولوجي في عصر اليوم هو التضليل؟ وهل تستطيع مؤسساتنا الإعلامية الثبات على مبادئها الأخلاقية دون أن تتأثر بهذا الطوفان؟ سؤال كبير وخطير أجاب عنه الكونغرس العالمي للإعلام بعد نسخة أولى حافلة عقدت برعاية كريمة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة عام ٢٠٢٢، من خلال ورقة بحثية تناولت موضوعين رئيسيين بالمناقشة والتحليل هما: استدامة العمل المشترك بين المؤسسات الإعلامية، والتعاون الإعلامي الدولي في مواجهة ظاهرة التضليل الإعلامي. فما هي أبرز النتائج التي خلصت إليها هذه الورقة؟
لقد توصل فريق الخبراء والمتخصصين من مختلف دول العالم من خلال مشاركتهم في مختبر الإعلام الذي عقده الكونغرس العالمي للإعلام خلال نوفمبر الماضي، إلى ثماني نقاط رئيسية تتمثل في: الحاجة إلى زيادة الاستثمار في الإعلام الرقمي وتطوير محتوى نوعي واعتماد الإبداع نهجاً للعمل الإعلامي، ما يجعل المؤسسات الإخبارية بالذات أكثر قدرة على المواكبة والصمود في وجه تيارات التغيير المختلفة. كما أن الاستثمار في توفير المعلومات ومواد الترفيه أساسي لتلبية احتياجات المستهلكين المتزايدة من ناحية، ومتطلبات الشركاء المساهمين الربحية من ناحية أخرى. أما النقطة الثالثة فهي تتعلق بمفهوم الأمية الإعلامية ودورها في تعميق الفجوة بين الصحيح والمزيف في زمن تدفق المعلومات وسرعة وصولها إلى شرائح واسعة من الجماهير في زمن قياسي، وأحد هذه الشرائح هي «جيل زي» ذو الخصائص المختلفة وتحديداً في طريقة تتبع واستهلاك المحتوى الذي يعتمد بالدرجة الأولى على السرد القصصي.
من النقاط الجوهرية ما يتعلق بإسهام «الميتافيرس» كتكنولوجيا مبتكرة في صناعة منظور جديد لصناعة القصص الإخبارية، بالإضافة إلى التفاعلية والمرونة التي تحققها تطبيقات توليد اللغة في البيئات الصحفية المستقبلية. أما موضوع كوفيد فيعود إلى الواجهة بسبب «الاستنزاف العظيم» الذي لا تزال آثاره مستمرة في العديد من المؤسسات الإعلامية، خصوصاً مع نشوء تحدي صعوبة الاحتفاظ بالموظفين. وفي ما يتعلق بالقوانين والتشريعات لا تزال الحاجة ملحة لتنظيم الأسواق الرقمية وقوانينها، نحو مزيد من تمكين الأفراد من حماية بياناتهم الشخصية وخصوصيتهم. وأخيراً نقطة مثيرة للاهتمام تتمثل في النهل من مصادر الأخبار المحلية وقصص السكان الأصليين، ما يساهم بشكل كبير في تعزيز الانتماء، والتواصل، والشفافية، والمصداقية.
لقد نجح كونغرس الإعلام العالمي في إعادة النظر بالكثير من المفاهيم المتداولة من زوايا تتسم ببعد النظر والحداثة، فيما يستعد القائمون عليه بقيادة «بيت الإعلام الإماراتي» وكالة أنباء الإمارات لإطلاق نسخة جديدة، في الفترة بين ١٤و١٦ نوفمبر ٢٠٢٣، ينتظرها آلاف الإعلاميين والخبراء والمهتمين بمواضيع الإعلام البيئي والتعليم في مجال الإعلام والابتكار، بالإضافة إلى الإعلام الرياضي.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3p8b9re3

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"