عادي
المحادثات لم تصل لصيغة ناجحة متفق عليها

السودان: القنابل تتساقط.. والهدنة تتعرقل.. وطرف ثالث ينافس

22:32 مساء
قراءة 5 دقائق

«الخليج» - متابعات

تطورات متسارعة وخطيرة تشهدها الساحة السودانية على مدى الثماني وأربعين ساعة الماضية، حيث لا يزال دوي القصف المدفعي يهز أرجاء العاصمة الخرطوم وبعض المناطق الأخرى، الخميس، حيث يتواصل القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط تبادل اتهامات بين الطرفين بارتكاب انتهاكات في حق المدنيين.

وأفاد شهود عيان وكالة «فرانس برس»، الخميس، بحصول «قصف مدفعي على شارع الستين» في شرق الخرطوم.

وأكد آخرون، ليل الأربعاء الخميس، توجيه ضربات صاروخية من شمال أم درمان غرب العاصمة، حيث تقع الكثير من مراكز الجيش الرئيسية، باتجاه جنوب أم درمان ومنطقة بحري في شمال الخرطوم.

وقال شهود عيان أيضاً إن اشتباكات اندلعت في الشوارع مع «تحليق طائرة عسكرية في سماء منطقة بوسط الخرطوم» كان الهدوء يسودها منذ عشرة أيام.

وقال شهود إن سكان مدينة كادقلي في ولاية جنوب كردفان بدأوا بالفرار من المدينة الخميس مع تصاعد حدة التوتر بين الجيش وجماعة متمردة، في جنوب غرب السودان، وهو ما يهدد بفتح جبهة صراع أخرى. وهو ما يعني دخول طرف ثالث منافس على خط الحرب والصراع الدائر هناك.

صيغة غير ناجحة

وقالت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية مولي في، الخميس، إن الولايات المتحدة أرجأت المحادثات بشأن السودان، لأن الصيغة المتفق عليها لا تحقق النجاح المنشود.

وتوسطت السعودية والولايات المتحدة في اتفاقات لوقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خلال محادثات بمدينة جدة السعودية.

وأبلغت «في» لجنة فرعية للشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي الخميس بأن اتفاقات وقف إطلاق النار لم تكن فعالة بشكل كامل، لكنها سمحت بنقل المساعدات الإنسانية العاجلة، وفقاً لـ«رويترز».

اتهامات متبادلة

وتبادل طرفا النزاع الاتهامات الأربعاء في بيانين بارتكاب انتهاكات في حق المدنيين، إذ اتهم الجيش قوات الدعم السريع بـ«استغلال الهدنة في تحشيد قواتها وارتكاب عدة انتهاكات بحق المدنيين»، من دون مزيد من التفاصيل.

وردت قوات الدعم السريع في بيان اتهمت فيه الجيش بـ«فبركة مقطع فيديو قالوا إنه لعملية اغتصاب ومحاولة إلصاق هذا الفعل الشنيع بقواتنا».

وأضافت: «من الواضح أن الذين قاموا بهذا الفعل الشنيع لم يستطيعوا إخفاء معالم مهمة أثبتت إدانتهم»، بحسب «فرانس برس».

وتركز القتال إلى حد كبير في العاصمة وإقليم دارفور (غرب)، لكن الأربعاء اتهم الجيش جماعة متمردة «بمهاجمة» قواته في ولاية جنوب كردفان على بعد مئات الكيلومترات جنوب غرب الخرطوم.

كذلك، شهدت مدينة الأُبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان قصفاً مدفعياً.

وتدور المعارك بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو منذ 15 نيسان/إبريل وقد أوقعت حتى الآن أكثر من ألفي قتيل، وفقاً لتقديرات يرى خبراء أنها أقل بكثير من الواقع.

وصباح الأربعاء انتهت هدنة مدتها 72 ساعة تم الاتفاق عليها بين الطرفين بوساطة أمريكية-سعودية.

احتدام القتال في دارفور

اندلع القتال الأكثر دموية في إقليم دارفور الشاسع الحدودي مع تشاد.

وشهدت مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور ليل الأربعاء «اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع»، على ما أفاد شهود عيان وكالة «فرانس برس».

من جهتها، حذّرت الأمم المتحدة من أن الصراع «اتخذ بعداً عرقياً» في دارفور التي تقطنها قبائل عربية وأخرى غير عربية.

وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس وقوع «46 هجوماً على مرافق الرعاية الصحية منذ بدء الاقتتال».

وأكدت المنظمة الأربعاء خروج نحو ثلثي مرافق الرعاية الصحية من الخدمة بمناطق القتال في السودان، وحذّرت من أن «مخاطر الأوبئة ستزداد» مع موسم الأمطار الذي بدأ هذا الشهر.

وأوضحت أن نحو 11 مليون شخص بحاجة إلى مساعدة صحية، مبدية قلقها بشأن محاولات السيطرة على أوبئة الحصبة والملاريا وحمى الضنك المستمرة.

وكان المجتمع الدولي تعهّد خلال اجتماع عقد في جنيف الاثنين تقديم 1,5 مليار دولار من المساعدات، وهو نصف ما تحتاجه المنظمات الإنسانية وفقاً لتقديراتها الميدانية.

القنابل تتساقط

يعتمد 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكّان السودان، على المساعدات الإنسانية للاستمرار في بلد يغرق في العنف بسرعة «غير مسبوقة»، وفق الأمم المتّحدة.

وحذّر مدير برنامج الأغذية العالمي في السودان إدي راو الثلاثاء من أنّ «الاحتياجات الإنسانية بلغت مستويات قياسية في وقت لا تبدو فيه أيّ مؤشّرات على نهاية للنزاع».

وقال أحد النازحين من الخرطوم بسبب الحرب «ظلت القنابل تتساقط والجدران تهتز.. ظل الأطفال تحت أسِرَّتهم، لكن رصاصة اخترقت الجدار وكانت على مسافة قليلة منهم».

ورغم مغادرة هذا السوداني للعاصمة، فإنه أكد أن «الأطفال ما زالوا لا يستطيعون النوم بسلام».

وفي مختلف أنحاء السودان، بلغ عدد النازحين قرابة «مليوني شخص»، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، كما أحصت المنظمة الدولية للهجرة نحو 600 ألف شخص فرّوا إلى الدول المجاورة.

طرف ثالث

قال شهود إن سكان مدينة كادقلي في جنوب غرب السودان بدأوا بالفرار من المدينة الخميس مع تصاعد حدة التوتر بين الجيش وجماعة متمردة، وهو ما يهدد بفتح جبهة صراع أخرى في الحرب الدائرة بالبلاد.

ويأتي الحشد حول كادقلي، وهي عاصمة ولاية جنوب كردفان، بعد عشرة أسابيع تقريباً من بدء القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، والذي يدور أغلبه في العاصمة الخرطوم.

واتهم الجيش السوداني الأربعاء الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، بانتهاك اتفاق قائم منذ فترة طويلة لوقف إطلاق النار وبمهاجمة وحدة تابعة للجيش في كادقلي. وتسيطر الحركة على أجزاء من ولاية جنوب كردفان.

وقال الجيش إنه تصدى للهجوم، لكنه تكبد خسائر.

وقال سكان إن الضربات الجوية للجيش خلال قتاله مع قوات الدعم السريع أصابت صباح الخميس مناطق بجنوب الخرطوم، وإن قوات الدعم السريع ردت بالأسلحة المضادة للطائرات.

وتسببت الحرب الدائرة منذ منتصف إبريل/ نيسان في نزوح أكثر من 2.5 مليون شخص عن ديارهم، وهددت بزعزعة الاستقرار في دول مجاورة تعاني هي الأخرى «الصراع والفقر والضغوط الاقتصادية».

وتقع حقول النفط السودانية الرئيسية في ولاية جنوب كردفان التي تشترك في حدودها مع ولاية غرب دارفور ودولة جنوب السودان.

وقال السكان إن «الحركة الشعبية لتحرير السودان - شمال، التي تتمتع بعلاقات وثيقة مع دولة جنوب السودان، هاجمت الجيش في مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان الأربعاء، وهو ما فعلته أيضاً قوات الدعم السريع»، وفقا لـ«رويترز».

وذكر سكان كادقلي أن الجيش أعاد نشر قواته الخميس لحماية مواقعه في المدينة، بينما يتجمع أفراد الحركة الشعبية في مناطق بضواحي المدينة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ff8kbtd

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"