تشغيل الطلبة صيفاً

عدم استغلال العطلة الصيفية لطلبة المدارس والتي تمتد لأكثر من شهرين، تحدٍ مهم يواجه أولياء الأمور في الدرجة الأولى، ومن ثم الطلبة أنفسهم، الذين يمضون أيام الإجازة ما بين السهر طوال الليل، والنوم نهاراً، وقضاء وقت طويل على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يؤثر سلباً في العلاقات الاجتماعية والأسرية للطلبة الذين يجدون أنفسهم في فراغ طويل، وإشغاله بأمور غير مجدية لا تعود عليهم بالفائدة.
 جهات عدة بدأت تعلن عن أنشطة وبرامج صيفية، وفتح معسكرات صيفية للطلبة تتضمن برامج عدة من أنشطة ثقافية ورياضية وعلمية، إلا أن الملاحظ على بعض هذه المراكز أنها تكون محددة لفترة في الأغلب تكون لمدة أسبوعين، أو ثلاثة أسابيع، طوال الإجازة الصيفية، ولعدد محدود من الساعات يومياً، ما يتطلب إعادة النظر في آلية عمل هذه المراكز لجهة مدّ أيام عملها وزيادة التنوع في البرامج والأنشطة التي يتم توفيرها للطلبة المسجلين. 
الاشتراك في المراكز الصيفية، بالذات الخاصة منها، أصبح مكلفاً وفوق طاقة نسبة كبيرة من أولياء الأمور ممن لديهم عدد من الأولاد في سنّ المشاركة في أنشطة المراكز الصيفية، ويصل رسم الاشتراك في بعض المراكز للطالب الواحد لأكثر من 3 آلاف درهم، لمدة تصل إلى 3 أسابيع، ما يجعل الكثير من أولياء الأمور يبتعدون عن هذه المراكز، واضطرار أبنائهم إلى السهر ليلاً، والنوم نهاراً، من دون استغلال العطلة الصيفية بالشكل الصحيح والمفيد للطلبة. 
 وهناك نماذج عدة ناجحة لشغل أوقات فراغ الطلبة صيفاً، منها تشغيل الطلبة وفق آلية محددة في مراكز التسوق وفي منافذ البيع المختلفة لتنمية مهاراتهم وصقلها، وإكسابهم مهارات جديدة تساعد في تشكيل شخصياتهم، وإعدادهم تدريجياً لدخول سوق العمل، وبالتالي مساهماتهم الإيجابية في النسيج المجتمعي، بما يعود عليهم وأسرهم بالنفع والفائدة، وطوال السنوات الماضية تسجل بعض الجهات تفرداً في هذه التجارب الناجحة بتشغيل الطلبة  ذكوراً وإناثاً  صيفاً في العديد من منافذ البيع.
 هذه النماذج الناجحة مطلوب التوسع فيها لتشمل عدداً أكبر من الطلبة، إلى جانب التوسع في عدد الجهات المشتركة، بحيث لا يقتصر الأمر على منافذ البيع ومراكز التسوق فقط، بل يشمل مختلف القطاعات والمؤسسات والشركات ذات الأنشطة المتعددة، والتي تتناسب مع مهارات الطلبة، لفتح المجال أمام استيعاب أكبر عدد ممكن من الطلبة خلال العطلة الصيفية.
[email protected]