سيلين ديون «ترند»

23:19 مساء
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

سيلين ديون «ترند» على تويتر! تحسب أن تطوراً خطراً طرأ على صحتها، فتتابع لتُفاجأ.

ميزان «الترند» على تويتر وعلى مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لا يوجد معيار دقيق له، لا يمكنك أن تتحكم به أو أن تتوقع إلى أي دفة يميل؛ ففجأة تجد اسم النجمة العالمية سيلين ديون يظهر ويتصدر من دون أن تحرك الفنانة ساكناً ومن دون أي تخطيط من قبلها، كيف ولماذا؟

كان كافياً أن يقع حادث غريب لا علاقة له بسيلين ديون، كي يتحرك الجمهور فيعيد إحياء أغنية «ماي هارت ويل جو أون» من جديد، وتدخل الأغنية وصاحبتها سباقاً تتمكن فيه من تحقيق 7.8 مليون طلب على موقع «سبوتيفاي»!

اختفاء الغواصة السياحية المخصصة لزيارة الباخرة الغارقة «تايتانيك»، أحيا من جديد الأغنية التي اشتهر بها فيلم «تايتانيك» وغنتها سيلين ديون عام 1997، كلمات جيمس هورنر وألحان ويل جينينجز، الفيلم الذي فاز ب11 جائزة أوسكار، تأليف وإخراج جيمس كاميرون، يعد من العلامات المميزة في السينما العالمية، كذلك الأغنية ما زالت حية ومطلوبة ومرغوبة، ويتداولها العشاق من مختلف الأجيال.

كل ما خططت له النجمة العالمية سيلين ديون من حفلات وجولات عالمية لهذا العام لن يتحقق، وكلنا نعلم أن السبب، حالتها الصحية التي تزداد تدهوراً مع الوقت، وأن كل محاولات العلاج تبوء بالفشل، بسبب إصابتها بمرض نادر؛ وهو متلازمة الشخص المتيبس، لكنها لم تخطط ولم تعلم أنها ستعود إلى الأضواء مجدداً بغير مجهود منها، ولمجرد أن يقع حادث غرق جديد في نفس مكان «تايتانيك»!

الجمهور قادر على تحريك المياه الراكدة، يحيي أعمالاً ولو ولدت في عصور سابقة، وجمهور اليوم «حرّيف» في نبش الأرشيف والدفاتر والأوراق القديمة، يطلق «ترند» ويجرف الآلاف والملايين خلف كلمة أو أغنية أو عمل أو فنان.. السوشيال ميديا لعبته. ما يحدث في أبعد بقعة على الأرض، يتردد صداه بلمح البصر في كل البقاع الأخرى. اليوم يسخر من فلان، وغداً يرفع فلاناً، يروّج لمن يشاء، ويتجاهل من يشاء..

سيلين ديون وأغنيتها تفوقتا على الحدث نفسه، فهناك من يركب الأغنية على مشاهد للغواصة، وآخر يقوم بفبركة فيديو ساخر أو رومانسي يذكرنا بالفيلم نفسه.. وغداً ستجد من يستفيد من فقدان الغواصة وإعادة الجمهور نشر الأغنية وتفاعله معها، ليعيد عرض فيلم «تايتانيك» علّه ينال نصيبه من الضجة والترند والأرقام القياسية والدردشات والهاشتاج على السوشيال ميديا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ye22pr6z

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"