سر الشاشة في العيد

23:08 مساء
قراءة دقيقتين

مارلين سلوم

الشاشة في العيد، بل قل الشاشة هي جزء من العيد، من الطقوس التي لا نتخلى عنها، ونضعها بشكل تلقائي في برنامج إجازة العيد، سواء كانت الصغيرة «التلفزيون» أم الكبيرة «السينما»، والطقس هذا توارثناه ونورّثه لأبنائنا، والغريب أننا ننقل إليهم فرحة العيد مرتبطة في جزء منها بأعمال فنية معينة، ونجوم لا بد أن يرافقونا في كل عيد.

وفي مقابلة تلفزيونية حديثة، سألت المذيعة منى الشاذلي ضيوفها من الفنانين عن الأفلام التي كانوا يشاهدونها في العيد في طفولتهم وشبابهم، أجابها أمير كرارة بشكل تلقائي وفوري: «أفلام عادل إمام»، وحرص على التأكيد أنه كان وما زال هو المفضل الذي لا بد من مشاهدة أعماله في كل عيد.

وهذا «التقليد» لا ينطبق على المصريين فقط، بل يشمل غالبية المشاهدين العرب أينما كانوا، الكل كان وما زال ينتظر مسرحيات عادل إمام التي يعرضها التلفزيون في العيد، وإذا كان الزعيم على رأس النجوم الذين ننتظرهم في العيد لتكتمل لمّة العائلة والفرحة، فهناك مسرحيات ننتظرها أيضاً لنجوم نحبهم، فؤاد المهندس وسعيد صالح ويونس شلبي وشريهان وسهير البابلي وغيرهم الكثير.

والشاشة شريكة في إتمام فرحة العيد، والفنون كلها تدخل ضمن عاداتنا التي نحب ونحرص عليها منذ زمن، وبات أطفالنا وشبابنا يحرصون عليها أيضاً، لكن السؤال هو: ما هي الأعمال الكوميدية الحديثة التي يحرص الجمهور على مشاهدتها في لحظات وأيام الفرح والعيد؟ من هو النجم الذي يعد «عابراً للأجيال» وتستمتع الأسرة بكل أفرادها بمشاهدة معظم أعماله؟

هناك مجموعة من الفنانين «الشباب» يجددون دماء الفن، ويقدّمون أعمالاً جيدة، مثل أحمد حلمي وكريم عبدالعزيز وأحمد عز ودنيا سمير غانم ومنى زكي وياسمين عبدالعزيز وغيرهم.. وهنا نتحدث عن السينما تحديداً، لكن الزمن الحالي لا يُعطي للفن قيمته التي يستحقها، زمن الاستهلاك والتغيير السريع؛ لذلك تعيش الشاشة الصغيرة زمن التخمة، وتعيش أنت معها نفس إحساس الشبع والتخمة، وتشتاق بشكل تلقائي إلى زمن مضى وأعمال «طبخها» حرفيو زمان على نار هادئة، فجاءت مكتملة بكل ما ومَن فيها، تتلذذ بمذاقها كلما شاهدتها، لا تمل من ترديد عبارات وإفيهات وحتى حوارات كاملة حفظتها منذ طفولتك عن ظهر قلب. السر في التأني والتعمق في الكتابة واختيار القصة واللعب على أوتار القلب والمشاعر، حتى في الأعمال الكوميدية، سواء كانت سينمائية أم مسرحية أم تلفزيونية.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2xsbbzp2

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"