التعليم الأخضر

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

في طفولتنا، وحتى قبل سنوات قريبة، كانت «أحوال المناخ والطقس» مجرد سؤال نطمئن من خلاله على حالة الجو والطبيعة في أضيق إطار الاطمئنان، وكانت معرفتنا محصورة أيضاً بأضيق أطر المعرفة والاستعلام، وكان أكثر ما يشغل بالنا: ماذا نرتدي غداً ونحن ذاهبون إلى المدرسة أو العمل، وهل هناك تقلبات في أحوال الطقس وكيف ستكون الحرارة خلال الإجازة الأسبوعية أو العطلة؟! لم نكن نعلم أننا سنصل إلى مرحلة نتحدث فيها عن المناخ والطقس بشكل مستمر وأن نبحث ونطلع ونسأل لنفهم ونسعى جاهدين للتقليل من خطر التغيرات المناخية والأزمات البيئية التي تعانيها الكرة الأرضية والإنسان هو المسؤول المباشر والسبب الأول لما يعانيه كوكبنا. 
الدول تسعى ونحن نسعى معها لمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه ونحاول تغيير سلوكيات البشر والدول قبل أن ندفع جميعاً الثمن، وهناك من يتحرك بشكل فعلي وجدّي لجعل الحفاظ على البيئة بشتى الطرق من الممارسات الاجتماعية، وتحويل المدن إلى مناطق آمنة للعيش تشع «خضرةً» وتزهر وتتنفس هواء نقياً.
الإمارات من تلك الدول بل هي السباقة دائماً لرفع شعار الاستدامة والطاقة النظيفة، وها هي تعلن عن التزام «جميع المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الشركات في إمارة أبوظبي بتقليل بصمتها البيئية عبر انضمامها إلى مبادرة الهيئة للمدارس المستدامة المعترف بها دولياً»؛ وأكثر من ذلك، فهي تعمل على ضم ٧٠٠ مدرسة من جميع أنحاء الدولة إلى مبادرة «المدارس المستدامة» بحلول نهاية العام الجاري.
«التعليم الأخضر» مصطلح يبشر بمستقبل أخضر، فإذا تمكنت وزارة التربية والتعليم من تنفيذ خارطة طريق شراكة التعليم الأخضر، تمهيداً لاستضافة الإمارات مؤتمر الأطراف «COP28»، فستكون قد نفذت مشروعاً ضخماً بإمكانه تغيير المجتمع ومن خلاله تغيير الحياة في المستقبل؛ لأن التعليم هو البوابة الرئيسية التي يستطيع من خلالها كل مشروع بيئي الوصول إلى عقول الأطفال والشباب، ومن خلالهم الوصول إلى عقول أولياء الأمور، ويتحول الكلام من مرحلة «النظري» إلى «العملي» ويصبح تحقيق أهداف التنمية المستدامة غاية كل فرد في المجتمع. 
جعل المدارس خضراء، وتعليم الطلاب أهمية العيش في بيئة نظيفة وخضراء وتحويل المجتمع أيضاً ليكون شريكاً فاعلاً في جعل الحياة بكل ما فيها خضراء، هو مجهود ووسيلة جديدة تفرضها علينا تطورات الحياة وأحوال المناخ اليوم؛ إذ مهم أن يفهم الطالب أن المناخ لم يعد جزءاً هامشياً ولا ترفيهياً والاطمئنان على أحواله لم يعد خياراً بل إلزام وضرورة ملحة كي نستطيع العيش بأمان. 
وزارة التربية والتعليم، هدفها تحقيق مستهدفات بيئية ومناخية في الإمارات، من ضمنها الالتزام بأن تكون نصف المدارس والجامعات في الدولة خضراء مع انطلاق القمة، وتدريب وتأهيل أكثر من ٢٨٠٠ معلم و١٤٠٠ مسؤول تربوي، وإطلاق مبادرات عدة، وإدخال قضايا المناخ ضمن المنظومة التعليمية.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yetdr2v2

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"