مارلين سلوم
دخلنا موسم المرح والاسترخاء و«الفرفشة»، ففي الصيف دائماً ينتشر إحساس الانتعاش والحاجة إلى الراحة، والاستمتاع بالشمس والسفر، والانتقال من مكان إلى آخر ولقاء الأصدقاء والعائلة.. ولا يكتمل الانتعاش بدون لمسة فنية، لذلك يحرص فنانون على تقديم أفلام سينمائية أو إصدار أغان جديدة أو ألبوم، وكثيراً ما تجد الأغاني المصنوعة للأفلام والمسلسلات طريقها السريع للانتشار.
هذا الصيف ناجح ومنعش فنياً، الأفلام المعروضة في الصالات تتراوح بين الممتاز والجيد والقليل منها فاشل، خصوصاً أنها تحمل أسماء نجوم محبوبين جداً، كريم عبد العزيز، وكريم محمود عبد العزيز، ونور اللبنانية، وتامر حسني، ودينا الشربيني، وأحمد فهمي.
السينما نجحت في جذب الجمهور، ونجحت الأغاني أكثر منها في تحقيق انتشار أكبر وأوسع، والأهم أن النجوم عرفوا كيف يواكبون الشباب، ويقدمون أغاني منعشة ومملوءة بالبهجة وتدعوك إلى الفرح مهما كنت تعاني من تعب وأياً كان مزاجك أو حالتك النفسية سيئة، فمزجوا بين الإيقاع السريع والذوق، ليسحبوا البساط من تحت أغاني المهرجانات التي سادت في السنوات الماضية.
حسين الجسمي، عمرو دياب، تامر حسني، محمود العسيلي، أحمد سعد، عبد الباسط حمودة.. ناهيك عن المهرجانات والحفلات الغنائية التي يُقبل عليها الشباب، والتي نتمنى أن تنتشر أكثر فأكثر، وبأسعار تذاكر يمكن لكل الشباب الجامعي والطلاب حضورها، ولا تقتصر على طبقة معينة فقط، حيث تضاهي حفلات بعض المغنين حفلات أي فرقة غنائية أجنبية، يتم التعاقد معها لتحيي حفلاً في بلد عربي.
جميل الحراك الفني، وجميل تفاعل الجمهور معه، تامر حسني يحيي حفلاً «تاريخياً» في لبنان، ومشهد احتشاد الجمهور بهذه الكثافة مفاجئ ومدهش؛ راغب علامة ونانسي وإليسا وكل نجم لبناني يغني في مصر تمتلئ الشوارع بصوره وتنفد التذاكر سريعاً.. في الإمارات حفلات لحسين الجسمي وكاظم الساهر وفرقة كايروكي وغيرها.. وهكذا في كل بلد عربي تنشط فيه الحركة الفنية وتنتعش السياحة.
وسط هذه الانتعاشة، هناك للأسف من يستغل هذا النشاط، وإقبال الشباب على الحفلات، فيسرع لشراء التذاكر فور الإعلان عن توافرها وبكميات كبيرة، ليعيد بيعها بالرقم الذي يحدده «في السوق السوداء»، وتقفز الأسعار بشكل غير منطقي يفوق جنون الغلاء الحاصل والأسعار التي نقرأ ونسمع عنها في بعض الحفلات، منها مثلاً سعر التذكرة الواحدة لحفل أحد أشهر النجوم المصريين والذي يصل إلى 80 ألف جنيه مصري لفئة المميزين «في أي بي»، والسبب أنه يتيح للمشتري صاحب «الحظ السعيد» الدخول خلف الكواليس ليصافح «النجم الكبير»!.
