حق لهم

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

ما أكثر القضايا التي تشغل بال الطفل العربي؟ ربما علينا تغيير صيغة السؤال ليكون لماذا كثيرة هي القضايا التي تشغل بال الطفل العربي؟ لا يمكننا أن نعمم لتكون الإجابة واحدة، لكن غالبية الأطفال في عالمنا العربي محكوم عليهم أن يكونوا كباراً قبل الأوان، فالحروب والأزمات والانقسامات التي يشهدونها ويعانون تبعاتها في دولهم، أثرت في نشأتهم وفرضت عليهم التفكير تماماً مثل الكبار في قضايا حياتية ومصيرية مهمة بدل اللعب والاسترخاء والاستمتاع بمرحلة الطفولة في ظل أمن وأمان، كان من المفروض أن توفره لهم دولهم، وهو ما لا يحصل. 
التفكير في أحوال الطفل العربي، يأخذنا إلى مشهد الأطفال الذين حضروا إلى الإمارات من مختلف الدول العربية، للمشاركة في أعمال الجلسة الثانية ضمن الدورة الثالثة للبرلمان العربي للطفل في الشارقة، وذلك لمناقشة موضوع «الطفل العربي: جهد مستدام من أجل المناخ».
هذه المساحة التي يؤمنها البرلمان للأطفال، هي أشبه بساحة تتيح للصغار إطلاق العنان لأصواتهم وأفكارهم، ومناقشة قضايا مهمة تعنيهم، بل والأهم تشعرهم بأن لهم كل الأهمية في المساهمة في بناء المستقبل، وأنهم شركاء في صنع القرار وتقديم الحلول والأفكار من أجل أن تكون الحياة أفضل، وهو حق لهم يسعدهم ممارسته، كما يسعدهم أن يكونوا نموذجاً إيجابياً يشجع كل الأطفال على التفكير وإبداء الرأي، وتحمل المسؤولية والسعي إلى إيجاد حلول وفهم ما يجري من حولهم في العالم.
 هؤلاء الأطفال المشاركون في برلمان الطفل العربي، يختبرون تجربة مصغرة عن الديموقراطية، وعن تكاتف وتضامن العالم من أجل التوصل إلى حلول لأي أزمة، ويتجسد أمامهم فعلياً معنى «العالم واحد»، وأن الجميع شركاء على هذه الأرض، ومسؤولون عن كل ضرر يصيب الكوكب والمناخ والطبيعة، ومعنيون بالحد من «إيذاء» الأرض والمناخ، ومحاسبة الذات، كي نتمكن من إنقاذ المستقبل. 
هؤلاء الأطفال هم المستقبل، وحضورهم إلى الشارقة، لا ينحصر بالمشاركة في جلسات البرلمان، بل يشاركون في فعاليات وورش، ويقومون بعدة زيارات مهمة ومفيدة، مثل زيارة مجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، ومؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، ومدينة إكسبو دبي وغيرها.. 
حقوق الأطفال واجب علينا نحن الكبار حمايتها، والحرص على تطبيقها وتعليمها لكل طفل، وواجب علينا فتح الأبواب ومساعدتهم ليعبروا بسلام إلى المستقبل، ويكون غدهم أفضل من الحاضر.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mwepz589

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"