مبادرات خلّاقة

توفير استراحات مؤمّنة بالخدمات الأساسية، لسائقي دراجات توصيل الطلبات على مستوى الدولة، مبادرة نموذجية تأتي امتداداً للجهود والسياسات التي تنتهجها الإمارات في الاهتمام بالإنسان وتوفير الحياة الكريمة له والحفاظ على سلامته وصحته، ما يعزز من النسيج المجتمعي والاستقرار الذي ينعم به الجميع على أرض الإمارات. 
استراحات مكيفة في ظل درجة حرارة تصل إلى 50 درجة وقت الظهيرة ورطوبة عالية، من شأنها أن تؤمّن أماكن مثالية لحصول سائقي الدراجات على قسط من الراحة والاستفادة من الخدمات المتوفرة في هذه الاستراحات، ما يجدد طاقة هذه الفئة من العاملين ويشجعهم على بذل مزيد من الجهد والعطاء في تأدية مهامهم على الوجه الأكمل، ومثل هذه المبادرات تعزز من ريادة الأعمال مع تنامي التجارة الإلكترونية وتوسعها وزيادة الطلب على شركات التواصل. 
دائرة البلديات والنقل في إمارة أبوظبي، كانت السباقة في توفير مثل هذه الاستراحات مع بداية فصل الصيف، بتوفير عدد من الاستراحات المجهزة شملت حافلات مجهزة كاستراحات في عدة مناطق مختارة روعي فيها سهولة الوصول إليها من قبل سائقي دراجات التوصيل، وواصلت وزارة الموارد البشرية والتوطين هذه المبادرات الخلاقة التي تؤكد مدى الاهتمام الذي توليه مختلف قطاعات الدولة لجميع فئات المجتمع، وعلى وجه الخصوص مختلف شرائح العمال، والحرص على تذليل كافة الصعاب التي تواجههم.
حظر العمل وقت الظهيرة في الأماكن المكشوفة خلال أشهر الصيف الذي يتم تنفيذه منذ سنوات طويلة وبنجاح لافت على مستوى الدولة، أسهم وبشكل كبير في الحفاظ على سلامة العمال وحمايتهم من ضربات الشمس والإنهاك الحراري، التي كانت تشكل تحدياً كبيراً أمام هذه الفئة من العمال، في مواصلة أعمالها في المناطق المكشوفة بالذات خلال أشهر الصيف، حيث كانت مثل هذه الإصابات تشكل ضغطاً كبيراً على أقسام الحوادث والطوارئ في مختلف المستشفيات، وأصبحت الآن قليلة جداً ولا تكاد  تذكر. 
مثل هذه المبادرات تتطلب تعاوناً فاعلاً من مختلف الجهات، وعلى وجه الخصوص المؤسسات والشركات، كلٌّ في مجاله، فعلى سبيل المثال؛ شركات التوصيل التي تقاسم بعضها أرباح المطاعم ومختلف المحال، مطالبة بأن تتولى إنشاء مثل هذه الاستراحات على نفقتها، وأن تزودها بجميع المتطلبات والاحتياجات التي توفر الراحة التامة للسائقين، فبعض شركات التوصيل تشترط الحصول على 25 إلى 30% من قيمة الفاتورة نظير توصيل الطلب.
[email protected]