عادي
لصنع محتوى يسجل نسب مشاهدة عالية

وصفات علاجية من غير المتخصّصين تملأ مواقع التواصل

01:33 صباحا
قراءة 3 دقائق

العين: منى البدوي
سعياً لصنع محتوى يسجل نسب مشاهدة عالية، يقدم صنّاع محتوى، وصفات علاجية، عبر فيديوهات يبثّونها في مواقع التواصل، ويتداولها المتابعون، ما قد يشكل خطراً على سلامة أفراد المجتمع.

تزدحم مواقع التواصل، بالمضامين التي تقدم نصائح وإرشادات طبية وعلاجية من أفراد لا يمتّون إلى الميدان الطبي والعلاجي بصلة، تهدف إلى تحقيق نسب مشاهدة عالية، أو صناعة أكبر كمّ من المضامين لجمع أعداد كبيرة من المتابعين والدراهم، فنجد من يقدم معلومة بكميات شرب الماء، وآخر بأعراض بعض الأمراض وطرائق علاجها، وغيرهما ينصح باستخدام أعشاب لعلاج مرض السرطان وأساليب معالجة أمراض العظام فيزيائياً.. وغيرها من النصائح التي تجتذب بعضهم، ليستفيقوا على تراجع في الحالة الصحية.

وأكد عدد من الأطباء المتخصّصين، أنه بالرغم من أهمية التقنية في التوعية الصحية، والسهولة التي أتاحتها في توصيل المعلومات لأكبر عدد ممكن من الأفراد، فإن بعضهم بدأوا يستغلونها لتحقيق أغراض مادية، من دون النظر إلى العواقب الوخيمة التي قد تنتج عن تلك الممارسات، ومن أهمها تردّي الوضع الصحي للمريض، بعد الانصياع لنصائح أفراد غير متخصّصين.

نشر الوعي

قال الدكتور ماهر ملاعب، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي بمستشفى «العناية الطبية» التخصصي بمدينة العين، إن مواقع التواصل، باتت من القنوات المهمة في نشر الوعي، لكن غير المتخصّصين، ولأغراض شخصية مادية، ينشرون معلومات مغلوطة، ما جعلها تأخذ منحىً سلبياً ينعكس على صحة من ينصاع لتلك النصائح، من دون استشارة الطبيب المتخصّص.

معلومات مغلوطة

وأضاف: خلال وجودي على رأس عملي، يتردد على العيادات بعض المرضى، من ضحايا المعلومات المغلوطة أو المدلّسة المتداولة على نطاق واسع في مواقع التواصل، ومنها تقديم علاجات عشبية لمرضى السرطان، من دون تقديم دراسات علمية، بهدف تحقيق أرباح مادية من دون النظر إلى الخطر الذي قد يلحق بالمريض. وكذلك دعوة مرضى الجهاز الهضمي أو الذين يعانون السمنة إلى تناول أحماض معينة على الريق، وهو من المعلومات المغلوطة التي يجب تجنّبها لتفادي الأضرار الصحية الناجمة عن ذلك.

ونصح بضرورة استقاء المعلومات خاصة الطبية والعلاجية من المتخصّصين، وإهمال المضامين الصادرة من غيرهم. كما لفت إلى ضرورة نشر الوعي بكيفية التعامل مع مضامين مواقع التواصل، والتأكد من هُويّة المُتحدث وشهاداته العلمية. ويجب مراقبة تلك القنوات وإيجاد طرائق لحجب الحسابات التي يقدم أصحابها مضامين علاجية مغلوطة، ومساءلة هذه العيّنة من أفراد المجتمع الذين قد تهدد حياة الأفراد، مع الأخذ في الحسبان، اللجوء إلى الطبيب المعالج قبل اتخاذ أي إجراء يتعلق بالصحة.

أساليب الإقناع

وذكر الدكتور ناظيف ساليهودزيك، أخصائي جراحة العظام، أن غياب الوعي لدى بعض المرضى الذين يعانون أمراض العظام، سواء آلام الرقبة أو الظهر أو المفاصل أو غيرها، واستخدام أساليب الإقناع بمختلف أشكالها، يسهم في الانصياع دون تفكير للعلاجات التي يطرحها غير المتخصّصين، واتخاذ قرارات ذاتية علاجية، من دون مراجعة الطبيب المتخصّص، أو حتى تشخيص الحالة بالفحص السريري أو الأشعة، وهو ما يجعل بعض الحالات التي تتطلب علاجات خفيفة تتعرض للتدهور.

تراجع حالات

وقال الدكتور أنور رشيد، أخصائي جراحة المسالك البولية والتناسلية، نرصد في العيادات الكثير من الحالات الصحية التي تراجعت بفعل الاستجابة للنصائح أو المعلومات المغلوطة الصادرة عن أفراد غير متخصّصين، أو تجار لأدوية معينة يدّعي مروّجوها بأنها عشبية، وهو ما يثبت عكسه بعد تراجع حال المريض وإجراء الفحوص الطبية والمخبرية له.

وأضاف أن إدراك بعض أصحاب الحسابات للمواد أو المضامين التي قد ينتج عنها جذب أكبر عدد من المتابعين، ومنها الأمراض الجنسية، وهو ما نتج عنه وجود كمّ من المواد المطروحة والمتداولة في مواقع التواصل، يجري التحدث عن أعراضها وتشخيصها وتقديم علاجات، بالرغم من أنهم غير متخصّصين بالمجال الطبي بشكل عام أو المسالك البولية والتناسلية.

التجاهل

وأشار إلى أن دولة الإمارات من الدول المتقدمة في المجال الطبي، وتتوافر فيها أحدث الأجهزة العلاجية والأدوية التي ترخّص بعد إجراء سلسلة من الأبحاث والتأكد من فاعليتها، وهو ما يجب أن يجعل الفرد يبتعد عن الحسابات التي يقوم عليها غير متخصّصين، ليقدموا معلومات مغلوطة وعلاجات قد تتسبب بإلحاق الضرر بالصحة، وهو ما يمكن تلافيه بتجاهل هذه النوعية من المعلومات، واللجوء إلى الطبيب المتخصص الذي يجري التشخيص بعد إجراء سلسلة من الفحوص اللازمة، وتقديم العلاج الضروري للمريض الذي يسهم في تحسن حاله الصحية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p8yvwsu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"