القاهرة: «الخليج»
تكتسي مياه الشواطئ المصرية في أواخر الصيف من كل عام بالأبيض، في ظاهرة طبيعية تتكرر في مواسم معينة، فتجذب آلافاً من المصطافين، للاستمتاع ب«زبد البحر»، الذي يصبغ مياه المتوسط بالأبيض الشاهق، لمسافات قد تمتد لعدة كيلومترات.
ويقبل المئات من أبناء مدينة بورسعيد الساحلية، على شواطئ المدينة الممتدة إلى أكثر من 50 كيلومتراً على شاطئ المتوسط، للاستمتاع بهذا المشهد الفريد، الذي يرتبط بحركة المد والجزر، والذي يطلق عليه خبراء علوم البيئة اسم «رغوة المحيط».
ويقول د.حسين رشاد، مدير عام محمية آشتوم الجميل: «تحدث الظاهرة نتيجة امتزاج الشوائب والمواد العضوية، مع الأملاح والنباتات والأسماك الميتة الموجودة بمياه البحر، الأمر الذي يؤدى إلى تشكل رغوة، قد تمتد أحياناً لمسافة تزيد على 50 كيلومتراً في عمق البحر»، مشيراً إلى أن زبد البحر، يتكون من التركيزات الأعلى للمواد العضوية المذابة، والناجمة عن الانهيار البحري للطحالب، وتظهر تلك المواد في شكل الزبد الذي يحدث عند تحرك مياه البحر، وانكسار الأمواج عند المناطق المتاخمة للشواطئ.
ويقول د.عمرو زكريا رئيس المعهد القومي لعلوم البحار والمصايد: «ظاهرة زبد البحر التي تظهر في العديد من الشواطئ المصرية، خلال تلك الفترة من كل عام، واحدة من الظواهر الطبيعية، التي تحدث نتيجة لتحلل الكائنات البحرية في مياه البحر، ما يزيد من نسبة البروتين في المياه، ويحدث الزبد عندما تتفاعل تلك النسبة مع العوامل الجوية الأخرى، فيظهر الزبد الذي لا يمثل أي ضرر على المصطافين؛ بل إنه يصبح وسيلة للهو والمرح».
ويستخدم المعالجون الشعبيون زبد البحر في مصر، في علاج العديد من الأمراض، عبر خلط كميات منه مع كمية مناسبة من الملح، واستخدام الخليط في علاج مشاكل تساقط الشعر، واستخدامه في علاج بعض الأمراض الجلدية، مثل القوباء والبهاق والثعلبة، إلى جانب غيرها من الأمراض التي تصيب الجلد والبشرة، كما يدخل الزبد في صناعة بعض أنواع الكريمات الشعبية، التي تستخدم كمبيض للبشرة، من خلال خلطه مع زيت اللوز، أو زيت الزيتون الطبيعي، واستخدام تلك الخلطات في علاج البثور، والبقع الداكنة التي تظهر في الوجه والبشرة، ويقول المعالجون الشعبيون، إن الزبد له قدره فائقة على إزالة الكلف والنمش، والقضاء على آثار حب الشباب والرؤوس السوداء عند المراهقات.
