العلاج بالقراءة

القراءة لها قدرةٌ سحرية على نقلنا إلى عوالمٍ مختلفة، فهي تساعدنا على فهم العالم وتوسيع آفاقنا، ولكن هل فكرت يوماً عزيزي القارئ أو عزيزتي القارئة في أن القراءة قد تكون أيضاً وسيلة للعلاج؟ إذ تعد فكرة العلاج بالقراءة قديمة ولها جذور في مختلف الثقافات حول العالم، وهي فعلًا تجربة مثيرة للاكتشاف.
كما تسمى أيضاً بالقراءة العلاجية وهو مصطلح يشير إلى استخدام النصوص المكتوبة كوسيلة للتأمل والتفكير بهدف تحقيق الشفاء النفسي والانفعالي. يعتمد هذا الأسلوب على قوة الكلمات والقصص في تشكيل طريقة تفكيرنا وتأثيرها في مشاعرنا. إنها عملية تتطلب وعياً وتركيزاً عميقين لاستيعاب المعاني والرسائل الخفية وراء النصوص.
وتُظهر الدراسات الحديثة حول العالم أن العلاج بالقراءة قد تكون له تأثيرات إيجابية عديدة في الصحة النفسية. فعندما نمتلك مساحة للانغماس في نص ما، نجد أنفسنا ننسى ضغوط الحياة ومشاكلنا اليومية المستمرة. فتعمل القراءة كأداة للهروب من الواقع والاسترخاء الذهني، ما يقلل من مستويات التوتر والقلق. كما لا تقتصر فوائد العلاج بالقراءة على الجوانب العاطفية فقط، بل يمكن أن يكون لها أثر إيجابي أيضاً في تطوير الذكاء العاطفي Emotional Intelligence وفهم العلاقات الإنسانية. من خلال قراءة قصص حول تجارب الآخرين، نمكن أنفسنا من معرفة وتقبل مشاعر وتحديات أخرى، ما يزيد من تعاطفنا وفهمنا للعالم من حولنا. عندما نقرأ في الكتب والروايات عن شخصيات تواجه تحديات مماثلة لتلك التي نمر بها، فقد نجد تلك النصائح والحكم المستفادة من تجاربهم قيمة للغاية.
وفرت دولتنا الحبيبة مجموعة من المكتبات العامة في أنحاء الإمارات لتمكن المجتمع من الوصول إلى مصادر المعلومات وهي تتوزع حسب التوزيع الجغرافي للسكان في جميع الإمارات مثل المكتبات العامة لوزارة الثقافة التي تشجع على استخدام القراءة كوسيلة للرقي والنهضة وتشكل فرصة مثالية للتأمل والشفاء واستكشاف عوالم جديدة، سواء كان ذلك من خلال الروايات، الشعر، الكتب الدينية، أو أي نوع آخر من النصوص. بذلك يمكن أن تصبح لدينا وسيلة مؤثرة للتأمل والنمو الشخصي، وبالتالي تحقيق الشفاء النفسي والانفعالي. كما أنه يمكن لكل فرد إن أراد تأسيس مكتبة منزلية زاخرة بالكتب المتنوعة التي يختارها بنفسه لتكون مصدراً غنياً للمعرفة والترفيه، حيث توفر للأفراد فرصة للاستمتاع بالقراءة واستكشاف موضوعات متنوعة دون الحاجة للخروج من المنزل.
إذا كنت ترغب في تأسيس مكتبة منزلية تعكس اهتماماتك وتلبي احتياجاتك الثقافية، فإن بناءها يتطلب زيارة معارض الكتب التي تقام في الدولة سنوياً كمعرض الشارقة الدولي للكتاب أو معرض أبوظبي الدولي للكتاب، والمعارض المحلية في كل مدينة علاوة على المكتبات التجارية.
[email protected]