نحو مستقبل نظيف

00:30 صباحا
قراءة 3 دقائق

عبدالله السويجي

من الجليّ أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد اختارت العام 2050 عاماً للتحدي، لاختبار استراتيجياتها التنموية وخططها وبرامجها الطموحة، وترجمة مبادئها العشرة، والتي تؤكد على تعزيز وتقوية اتحاد دولة الإمارات كأولوية وطنية حكومية وشعبية، ودفع عجلة الاقتصاد عن طريق الشراكات المحلية والعالمية وإبرام اتفاقيات، والعمل ضمن مبدأ جوهري يؤكد على الاستثمار في العنصر البشري بصفته أداة التنمية وتطويرها، والاهتمام بالبيئة الخضراء والطاقة النظيفة.

من الفكرة الأخيرة أو المبدأ الأخير انطلقت قبل أيام قليلة بشائر ترجمة المبادئ إلى حقيقة، فقد قرأت خبراً بغبطة شديدة مفاده أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حضر مراسم توقيع اتفاقية «شراء الطاقة» بين هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، لإنشاء وتشغيل مشروع المرحلة السادسة من مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، بقدرة إنتاجية تبلغ 1800 ميغاوات وبتكلفة تصل إلى 5.51 مليار درهم. وتهدف الاتفاقية كما ذكر سموه إلى تطوير أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم بتكلفة 5.5 مليار درهم، وسيوفّر مشروع هذه المرحلة الطاقة لأكثر من نصف مليون مسكن، ويقلل من انبعاثات 2.36 مليون طن من الكربون سنوياً، وسينتهي العمل من جميع مراحل هذا المشروع الضخم في العام 2030 باستثمارات إجمالية تبلغ خمسين مليار درهم، والهدف 100% طاقة نظيفة لدبي بحلول 2050. وسيسهم المجمع عند اكتماله في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يزيد على 6.5 مليون طن سنوياً.

لقد ذكرنا التفاصيل لأهمية الحدث والمشروع، في الحاضر والمستقبل، ولنؤكد على التالي:

* أولاً: إن مبادئ الخمسين لم تكن مجرّد تنظير في التنمية، وإنما مشاريع ترى النور وبقوة، ما يؤكد العزم على ترجمة النظرية إلى واقع ملموس.

* ثانياً: إن التعاون بين هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا)، وشركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر»، يدل على أكثر من معنى؛ الأول، الثقة التامة بالمؤسسة الوطنية التي تحولت إلى مؤسسة عالمية بمعاييرها وشراكاتها ونجاحاتها المحلية والإقليمية والعالمية، ونعني «مصدر». الثاني، قدرة المؤسسة المحلية الوطنية على منافسة شركات عالمية، وتقديم الحلول الأفضل في مجال الطاقة النظيفة.

* ثالثاً: وفاء الدولة بالتزاماتها المحلية والعالمية في تقليل انبعاث الكربون، والسير نحو إيجاد بيئة خضراء تستخدم طاقة نظيفة 100%.

* رابعاً: ستحتضن الدولة أكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم بتكلفة 5.5 مليار درهم، وهذا يساهم في ترجمة مبدأ (أن نكون الأول في كل شيء).

* خامساً: سيتيح هذا المشروع استقطاب رؤوس أموال كبيرة من الخارج، وجذب شركات عالمية إلى الدولة، وهذا يترجم أحد مبادئ الخمسين.

ويضاف هذا المشروع إلى مشاريع ريادية سابقة في مجال الطاقة النظيفة، تم إنجازها ودخلت الخدمة، ونعني محطات براكة النووية في إمارة أبوظبي، التي أدخلت وحدتها الثالثة للعمل التجاري في 24 فبراير/شباط من هذا العام، لترتفع الطاقة الإنتاجية للمحطات الثلاث إلى 4200 ميغاوات/ ساعة من الكهرباء. ويأتي هذا الإنجاز في إطار جهود الدولة للوصول إلى الحياد الكربوني في العام 2050، ويعود الفضل إلى مؤسسة الإمارات للطاقة النووية، التي أنجزت مشروعها وفق معايير السلامة العالمية، وبتوظيف كفاءات ومهارات محلية بالمئات.

وهناك بالطبع مشاريع أخرى تصب في تحقيق هدف الاستدامة، وهو مبدأ عملت به الدولة منذ سنوات طويلة، لضمان حياة كريمة ونظيفة للأجيال الصاعدة، ومخاطبة المستقبل الذي تسير إليه الإمارات بثقة واعتزاز.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mvsmusb2

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"