تبدو الدعاية الانتخابية لعضوية المجلس الوطني، في الدورة الخامسة للانتخابات، لم تنشط كما يجب، ويبدو السبب في أنها مستمرة حتى 3 أكتوبر، أي قبل بدء عملية الاقتراع بيوم واحد.
الحملات الانتخابية بحسب ما أعلنت اللجنة الوطنية، انطلقت منذ 11 سبتمبر، ومدتها 23 يوماً، وتنتهي الدعاية يوم الثلاثاء 3 أكتوبر 2023، ما يسمح للمرشحين بالتعبير عن أنفسهم والدعاية لبرامجهم الانتخابية، لإقناع أعضاء الهيئات الانتخابية بالتصويت لهم.
اللجنة الوطنية للانتخابات، حريصة على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع المرشحين، خلال عرض برامجهم الانتخابية، في أجواء نزيهة وشفافة، وبما يضمن حق المرشحين في التواصل مع أعضاء الهيئات الانتخابية، لطرح أفكارهم ورؤاهم بشأن القضايا العامة، وفق مجموعة من الضوابط، أهمها: أن تكون الحملات الانتخابية فردية، ولا يجوز الاتفاق بين المرشحين على قوائم انتخابية موحدة لعضوية المجلس، أو تضامنهم، بصورة مباشرة أو غير مباشرة. كما لا يجوز لأي جهة حكومية، أو شركة أو مؤسسة تمتلك الحكومة جزءاً من أسهمها، تقديم أي شكل من أشكال الدعم المادي أو المعنوي، أو أية تسهيلات أو موارد لأي مرشح، أو القيام بأي تصرف من شأنه التأثير المباشر أو غير المباشر، في الحملة الانتخابية لأي مرشح، سواء كان هذا الأثر لمصلحة المرشح أم ضده.
يبدو الكثير من مرشحي الوطني، يعتمدون في المقام الأول على ثقلهم بين العشيرة والأهل، وهي حال أغلبية انتخابات الوطن العربي، والكثير من الدول، التي يركن فيها المرشحون إلى أهلهم وأقاربهم، للفوز بما يترشحون له، وهو بأي حال من الأحوال أمر ينسجم مع طبيعتنا العربية وعشائرنا، وليس فيه ما ينافي القواعد أو القوانين، وشرف كبير لابن العشيرة الكبيرة أن ينجح في تمثيل عشيرته، والعشائر الأخرى، ما دامت اختارته ليمثلها وينقل صوتها.
وفي بعض الأحيان، تكون العشيرة صاحبة كلمة فصل، أكثر من أي تكتلات أخرى؛ ففي الحال الحزبية التي تجمع على مرشح، قد يكون هناك حسابات كثيرة لاختياره، بعضها مالي، وبعضها سياسي أو اجتماعي، وهي تشبه إلى حد كبير قرارات العشائر، بيد أن الأخيرة لديها قدرة كبيرة على تنحية ابنها في أول دورة، مادام لم يمثلها بشكل جيد، واختيار آخر مكانه.
الانتخابات على الأبواب، والبرامج الانتخابية لا تفلت من عقال واحد، فكلها تصبّ في خانات متعددة، وتنتقل من مجال إلى آخر بين التعليم والأطفال والمرأة والأمن، والخدمات، وبعضهم أدخل الفضاء، ولكن بما أن الجميع أبناء عشيرة الإمارات الواحدة، فالأمانة والمسؤولية تقتضي ممن ينتخب أن يختار الأفضل لتمثيله.
