عادي
غوتيريس يحذرأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من تهديدات وجودية

بايدن يدعم توسيع مجلس الأمن ويشدد على «التعاضد» العالمي

01:32 صباحا
قراءة 4 دقائق

أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس الثلاثاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة دعمه توسيع مجلس الأمن وزيادة عدد الأعضاء الدائمين فيه، متطرقاً لأبرز الملفات الدولية ومنها الحرب على أوكرانيا، فيما شدد الأمين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، على ضرورة التصدي للتهديد الأكثر إلحاحا للمستقبل، والمتمثل في تغير المناخ وزيادة حرارة كوكب الأرض.

وقال بايدن، في كلمة ألقاها بافتتاح الدورة ال78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، إن إدارته قامت بسلسلة من المشاورات من أجل توسيع مجلس الأمن وزيادة عدد أعضائه الدائمين، مضيفاً أنها ستستمر في ذلك من أجل تحقيق «التعاضد» العالمي. وتابع أن مستقبل بلاده مرتبط بمستقبل العالم وأنه لا يمكن لأي دولة أن تواجه تحديات اليوم بمفردها. كما تحدث عن استمرار الجهود الأمريكية لإصلاح منظمة التجارة العالمية والحفاظ على المنافسة والانفتاح والشفافية وسيادة القانون. وأشار إلى أن هناك حاجة إلى المزيد من الاستثمارات وحشد التمويل لمقاومة تغير المناخ والحد من الانبعاثات التي تسبب الاحتباس الحراري. وأضاف أن إدارته تعاملت منذ اليوم الأول مع أزمة المناخ باعتبارها تهديداً وجودياً ليس للولايات المتحدة فقط؛ بل للبشرية جمعاء.

وقال إن مجموعة الدول السبع، تعهدت بالعمل لتعبئة 600 مليار دولار بشكل جماعي لتمويل البنية التحتية بحلول عام 2027. وقال بايدن إن واشنطن ستسعى إلى تعزيز السياسات كي تكون تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي آمنة.

وفي كلمته، تطرق بايدن إلى ملفات دولية في مقدمتها الحرب الروسية على أوكرانيا، وقال إن روسيا تتحمل مسؤولية «الحرب غير المشروعة في أوكرانيا» وقادرة على إنهائها، متهماً موسكو بأنها تعترض وحدها طريق السلام. وتعهد الرئيس الأمريكي بأن تواصل بلاده دعم أوكرانيا. كما اتهم بايدن روسيا بتقويض اتفاقيات عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل.

بدوره أكد غوتيريس، في خطابه، أن تغير المناخ ليس مجرد تغير في الطقس، وإنما تغيير للحياة على الكوكب، ويؤثر في كل جوانب العمل، ويقتل الناس ويدمر المجتمعات. وقال: «حول العالم لا نرى تسارعاً فقط في درجات الحرارة، لكننا نرى تسارعاً في ارتفاع مستوى البحر وتراجع الكتل الجليدية وتفشي الأمراض الفتاكة وانقراض الكائنات الحية وتعرض المدن للتهديدات». وأضاف أن كل هذا لا يمثل إلا البداية، لافتاً إلى أشهر الصيف الماضية الأشد حرارة على الإطلاق. وقال غوتيريس: «كل رقم قياسي يُحطم، تُحطم معه اقتصادات وأرواح وتصل دول بأسرها إلى حافة الانهيار»، معتبراً تغير المناخ بأحد عوامل الخطر التي تؤدي إلى زيادة بعض أنواع العدوى. وأكد غوتيريس أن الوقت ما زال متاح لإبقاء ارتفاع درجات الحرارة في مستوى 1.5 درجة مئوية المحدد في اتفاق باريس للمناخ وهو ما يتطلب اتخاذ خطوات قوية لخفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري وضمان العدالة المناخية لمن لم يتسببوا في هذه الأزمة، وعلى الرغم من ذلك يدفعون الثمن الأكبر لها.

حياة أفضل للناس

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة، من تداعيات مجموعة التهديدات الوجودية التي يواجهها العالم من أزمة المناخ إلى التكنولوجيات المعطلة للأنظمة القديمة، مشيراً إلى أن العالم أصبح مضطرباً، والتوترات الجيوسياسية آخذة في الارتفاع، والتحديات العالمية تتصاعد. وشدد على أن الحاجة إلى مؤسسات متعددة الأطراف قوية وفعالة لتكون في مواجهة الانقسامات، بين القوى الاقتصادية والعسكرية، وبين الشمال والجنوب والشرق والغرب. كما تحدث غوتيريس، عن الاستراتيجيات المتباينة بشأن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، واحتمال تصادم الأطر الأمنية، وقال: «حان الوقت لتجديد المؤسسات المتعددة الأطراف استناداً إلى أسس القرن الحادي والعشرين الاقتصادية والسياسية». ودعا إلى إصلاح مجلس الأمن بما يتماشى مع عالم اليوم، وأيضاً إصلاح وإعادة تصميم الهيكل المالي الدولي، ليعمل شبكة أمان عالمية للبلدان النامية التي تواجه مشاكل. وأشار إلى أن العالم لديه كل الأدوات والموارد اللازمة لحل التحديات المشتركة، عبر إبداء العزم لإنهاء ويلات الحرب، وإعادة تأكيد الإيمان بحقوق الإنسان، ودعم العدالة واحترام القانون الدولي، وتعزيز التقدم الاجتماعي وحياة أفضل لجميع الناس.

تحذير من التهديدات

وحذر غوتيريس من تداعيات الخطِرة للحرب والتهديدات النووية وتجاهل المعاهدات والاتفاقيات العالمية وتسميم الدبلوماسية العالمية، ودعا إلى عدم التواني في العمل من أجل السلام المستند إلى ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. ولفت إلى الكوارث الطبيعية التي تسهم في تفاقم كارثة الصراعات، محذراً من أنه وفي مواجهة هذه الأزمات المتصاعدة، أصبح النظام الإنساني العالمي على وشك الانهيار، حيث ارتفاع الاحتياجات، ونضب التمويل، ما دفع بالأمم المتحدة إلى أجراء التخفيضات الهائلة على ميزانيات عملياتها الإنسانية.

وناشد في هذا الصدد كافة البلدان بتكثيف وتمويل النداء الإنساني العالمي، فضلاً عن تجديد التزامها بعالم خالٍ من الأسلحة النووية، وتعزيز الوقاية على المستوى العالمي من خلال تعظيم القدرة ومساعي الأمم المتحدة الحميدة لسد الانقسامات الجيوسياسية، وتعزيز الوقاية على المستوى الوطني من خلال ربط الإجراءات من أجل السلام بالتقدم المحرز في تحقيق السلام. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/384h4npu

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"