عادي

الشرطة اللندنية تتمرد والضباط يعيدون النظر في حمل السلاح.. ما القصة؟

18:01 مساء
قراءة 3 دقائق

«الخليج» وكالات

موجة تمرد واسعة تضرب شرطة العاصمة البريطانية، بعد رفض عشرات الضباط والعسكريين تسيير دوريات تأمين وحراسة مسلحة لمنشآت مهمة وأماكن حيوية في العاصمة اللندنية، وذلك بعد اتهام ضابط زميل لهم بالقتل العمد.

وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية، فإن ما يقرب من 70 ضابطاً في شرطة العاصمة، قالوا إنهم يعيدون النظر في ما إذا كانوا على استعداد لحمل السلاح.

وأضاف ضباط آخرون في الشرطة البريطانية، أنهم يريدون وقتاً للتفكير في المسألة برمتها، فيما يرفض آخرون الخروج في دوريات مسلحة منتظمة، وبقوا في مراكزهم.

وبحسب الصحيفة، فإن بعضهم لم يستجب للبلاغات التي تأتي عبر خطوطهم الساخنة، ولفتت إلى أنهم استجابوا في الوقت نفسه للحالات الطارئة.

  • لماذا التمرد

ويأتي ذلك بعد اتهام ضابط مسلح، تم التعرف إليه فقط باسم «NX12»، بقتل المواطن كريس كابا في سبتمبر من العام الماضي.

وتوفي كابا في 5 سبتمبر/أيلول 2022 متأثراً بجراحه بطلق ناري في الرأس بعد أن حاصرت سيارة شرطة السيارة التي كان يقودها وفتح ضابط النار في ستريثام هيل.

وكانت تتبعه سيارة شرطة لا تحمل أي علامات ودون أضواء أو صفارات إنذار، ودخلت إلى شارع سكني، حيث اعترضته سيارة شرطة تحمل علامة.

وأطلق ضابط مسلح رصاصة واحدة عبر الزجاج الأمامي وأصابت كابا، وأثارت وفاته عدداً من الاحتجاجات، خاصة بين مجتمعات السود في لندن.

وتبين لاحقاً أن سيارة أودي التي كان يقودها كابا، والتي لم تكن ملكه، ربطتها الشرطة بحادث إطلاق نار في اليوم السابق.

ولم يتم الكشف عن اسم الضابط المتهم بالقتل علناً بعد الموافقة على طلب عدم الكشف عن هويته في المحكمة. وأطلق سراحه بكفالة.

  • قلق في صفوف الشرطة

وقالت شرطة العاصمة، إن العديد من الضباط الذين يحملون أسلحة نارية «قلقون» بشأن كيفية تأثير قرار الاتهام فيهم. ويجري نشر ضباط مسلحين من قوات أخرى لسد العجز.

وقالت شرطة العاصمة، إن ضباطها ما زالوا يشكّلون الغالبية العظمى من الشرطة المسلحة في العاصمة، لكن تم دعمهم، اعتباراً من مساء السبت، بعدد محدود من الضباط المسلحين من إدارات أخرى للشرطة.

وقد تم منح الضابط كفالة مشروطة ومن المتوقع أن يمثل للمحاكمة العام المقبل.

وقال متحدث باسم شرطة العاصمة: «اتخذ عدد من الضباط قراراً بالتخلي عن واجباتهم المسلحة أثناء فحص موقفه، وقد زاد هذا العدد خلال ال48 ساعة الماضية».

وأضاف: «نحن نجري مناقشات مستمرة مع هؤلاء الضباط لدعمهم والفهم الكامل للمخاوف الحقيقية التي لديهم».

وأضافت شرطة العاصمة، أن لديها «شرطة كبيرة تحمل السلاح، وما زال لدينا ضباط مسلحون في جميع أنحاء لندن، وكذلك في مواقع أخرى بما في ذلك البرلمان والمباني الدبلوماسية والمطارات وما إلى ذلك».

ويأتي هذا البيان بعد أن اجتمع مفوض شرطة العاصمة، سير مارك رولي، وكبار الضباط مع القوة المسلحة في الشرطة بعد قرار بتوجيه الاتهام إلى الضابط.

وقال سير مارك الجمعة: إن العديد من الضباط المسلحين «قلقون بشكل مفهوم»، وكانوا «يفكرون في الثمن المحتمل لمثل هذه المسؤوليات الثقيلة».

  • احتجاج السياسيين والفنانين

وشارك في الاحتجاجات التي خرجت تطالب بمحاسبة المسؤولين عن مقتل الشاب «كابا»، وكان من بين المشاركين في التظاهرات بيل ريبيروآدي النائب عن الدائرة الانتخابية في حي لامبث الذي وقعت فيه حادثة إطلاق النار، وطالب النائب الشرطة بتقديم المزيد من الإجابات الواضحة للعائلة المكلومة، كما دعا الشرطة إلى نشر شريط الفيديو الذي يظهر عملية قتل المغدور.

وقالت النائبة عن حي هاكني ديان أبوت: «بالتأكيد، كنت سأفقد عقلي لو قتل ابني بدم بارد، كريس ليس أول شاب أسود يقتل في العاصمة لندن بدم بارد».

وقال ليستر هولواي، رئيس تحرير صحيفة ذا فويس البريطانية: «لقد أمضيت عمري بالمشاركة في احتجاجات كهذه، يبدو أنّ الكفاح من أجل العدالة لا ينتهي، وعلينا أن نمضي قدماً، وإلا فلن يكون هناك أي تغيير».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4byf8jwz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"