أعلنت دار كريستيز عن مزادها نصف السنوي في موسم الخريف بعنوان «فنون العالمين الإسلامي والهندي» والذي سيضم مجموعة واسعة من البُسط والسجاد، ومن المقرر إقامته يوم 26 أكتوبر في مقر الدار بلندن.
وسيقدم المزاد مجموعة منتقاة ومتنوعة من السجاد والقطع الخزفية والمخطوطات والمنسوجات وغير ذلك من الأعمال الورقية والمعدنية القادمة من العالم الإسلامي. تنتمي هذه المقتنيات الثمينة إلى فترة زمنية طويلة تمتد من القرن التاسع وحتى القرن العشرين، وهي تستعرض تشكيلة متنوعة من التقاليد والأساليب الفنية، كما تأتي من منطقة جغرافية واسعة تمتد من إسبانيا وصولاً إلى آسيا الوسطى، مما يسلّط الضوء على انتشار الثقافة الإسلامية وتأثيرها عالمياً وانعكاس تراثها الغني لفترات طويلة في جميع أنحاء العالم. وتشكل هذه المعروضات الثمينة احتفالاً بارزاً يليق بمعايير الحرف اليدوية التي لا تزال محل اهتمام كبير من جامعي التحف حتى يومنا هذا.
تستهل المقتنيات المعروضة في المزاد مبخرة برونزية كبيرة الحجم من مدينة خُراسان على شكل أسد تنتمي إلى المنطقة الشمالية الشرقية في إيران، ويعود تاريخها للقرن الثاني عشر. وكان الأسد يرمز إلى القوّة والسلطة منذ حِقَبْ ما قبل التاريخ، وكان كذلك مفهوماً ثقافياً بارزاً في الحضارة الفارسية وتحديداً في الإمبراطورية الأخمينية.
وتأتي قطعة أخرى عبارة عن طبق فخار إزنيقي يعود إلى الإمبراطورية العثمانية التركية، وتحديداً الفترة الممتدة بين عامي 1585 – 1590، وهو نموذج استثنائي عن تصاميم الأطباق الإزنيقية التي انتشرت في النصف الثاني من القرن السادس عشر. ومن بين المعروضات الأخرى لوحة منغولية مصنوعة من القماش الفاخر بعنوان «قماش من الذهب» يدخل في تكوينها الحرير وشرائط معدنية، تنتمي إلى منطقة آسيا الوسطى، ويعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، وهي تحفة قماشية نادرة استُخدمت فيها شرائط من الذهب وجاء تصميمها بأسلوب يعتمد على دمج الشرائط المعدنية في الغزل والحياكة. ولطالما كانت هذه المنسوجات التاريخية تستخدم في الملابس الخارجية أو التصاميم الزخرفية الداخلية في الخيم والمقارّ الملكية.
وتأتي تحفة تاريخية أخرى ممثّلة في خوذة نادرة من النحاس الذهبي تنتمي إلى الإمبراطورية العثمانية التركية في أواخر القرن السادس عشر أو أواخر القرن السابع عشر، وكانت تُستخدم في المناسبات الملكية واحتفالات البلاط أو المواكب الاحتفالية. وهناك عدد قليل من النماذج الحيّة من هذه الخوذات الاحتفالية، والتي لا تزال تحتفظ بجودتها العالية ومظهرها الجمالي.
وتظهر بالأسفل لوحة صغيرة بعنوان «حصان وثلاثة رجال»، تعود إلى إمبراطورية مغول الهند، بين العامين 1575 – 1590، وهي من إبداع الفنان الهندي الشهير «مُخلص»، وهناك مجموعة محدودة للغاية متاحة اليوم من إبداع هذا الفنان، والتي أغلبها جاءت بتكليف إمبراطوري في عهد الإمبراطور أكبر (1556 - 1605).
ويأتي من بين المقتنيات الثمينة الأخرى في هذا المزاد «الغرفة الدمشقية» من الجَيْس المطلي بالذهب والتي يعود تاريخها إلى 1205ه / 1790م – 1791م، و«الغرفة الدمشقية» عبارة عن غرفة استقبال شتوية انتشر مفهومها واستخدامها في أواخر فترة الإمبراطورية العثمانية في سوريا، ولأنها كبيرة الحجم وتزدان بتفاصيل زخرفية راقية فمن المقترح أنها كانت جزءاً من منزل أحد الشخصيات المهمة أو العائلات الثرية، وكان الغرض منها هو الترفيه والاستمتاع.
وتوجد نماذج أخرى عن الغرفة الدمشقية في متحف اللوفر أبوظبي ومتحف متروبوليتان للفنون في نيويورك ومتحف فيكتوريا وألبرت في لندن.
ويضم المزاد كذلك نسخة مهمة من كتاب «فتوح الحرمين» تحمل توقيع مير هادي بن مير إبراهيم، منطقة أبي قبيس، مكة المكرّمة، ويعود تاريخها إلى عام 1003ه / 1594م. وهذا الكتاب دليل للحجاج والمعتمرين الذين يشدون الرحال لزيارة بيت الله الحرام، وتضم صفحاته الصلوات في مختلف المناسبات والأوقات طوال رحلة الحجّاج والمعتمرين نحو مكّة المكرّمة والمدينة المنوّرة.
وسيضم المزاد أكثر من ثمانين قطعة نادرة وثمينة من السجاد والبُسط، مقدماً نماذج رائعة تجسّد جمال التصاميم الاستثنائية التي انتشرت في مدن تركستان الشرقية، بما في ذلك ورش حرير أبرز وأفضل النساجين في إسطنبول، وصولاً إلى أدوات النسيج والغزل في القرى القوقازية ووسط الأناضول.
