الجمهوريون يطيحون كبيرهم

00:30 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

قبل 113عاماً، وتحديداً في عام 1910، واجه رئيس مجلس النواب الجمهوري جوزيف كانون تمرداً داخل حزبه ومحاولة عزله، لكنها فشلت.

الآن، تكررت المحاولة ضد رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري كيفن مكارثي (ولاية كاليفورنيا)، ونجح «المتمردون» داخل حزبه بقيادة النائب مات غايتس في الإطاحة به، بأغلبية 216 صوتاً مقابل 210 أصوات لصالح المذكرة التي كان طرحها وتنص على اعتبار «منصب رئيس مجلس النواب شاغراً»، على خلفية اتفاقه مع الديمقراطيين بشأن الموازنة الحكومية، لتجنب الإغلاق الحكومي.

يذكر أن الجمهوريين يسيطرون على المجلس بأغلبية 221 مقعداً مقابل 212 للديمقراطيين، لكن الذي حصل أن كل الديمقراطيين صوتوا لصالح عزل مكارثي، إضافة إلى ثمانية نواب جمهوريين. وبهذا فإن الديمقراطيين لعبوا دوراً أساسياً في طرد مكارثي.

وتقول صحيفة «واشنطن بوست» إن الديمقراطيين «فكروا بالفعل في التصويت لصالح مكارثي للاحتفاظ بمنصبه، لكنهم قرروا في النهاية عدم القيام بذلك» وأوضحت الصحيفة أنه «كان تحالفاً غريباً، يضم ثمانية جمهوريين يمينيين متطرفين (تجمع الحرية)، وجميع الديمقراطيين في مجلس النواب الحاضرين».

ويبدو أن من أسباب وقوف الديمقراطيين مع عزل مكارثي، رغم موافقته على تجنب الإغلاق الحكومي، أنه أعلن أكثر من مرة تأييده للرئيس السابق دونالد ترامب، وطالب بفتح تحقيق لعزل الرئيس الحالي جو بايدن، بشأن اتهامات موجهة إليه بالاستفادة من صفقات تجارية لابنه هانتر مع شركات أوكرانية، إضافة إلى ظهوره الأسبوع المنصرم على شاشة التلفزيون موجهاً الاتهام إلى الديمقراطيين بالمسؤولية عن الإغلاق الحكومي، الأمر الذي فسره البعض ب«القشة التي قصمت ظهر البعير»، وأدت إلى اصطفاف الديمقراطيين إلى جانب «المتمردين الجمهوريين».

عزل مكارثي من منصبه لأول مرة في تاريخ مجلس النواب منذ 234 سنة، يعني أن إحدى المؤسسات الرئيسية في الولايات المتحدة تدخل حالة من الفوضي، كما تكرّس انقساماً واضحاً داخل الحزب الجمهوري ما سينعكس على مستقبله فيما تدخل البلاد في مرحلة انتخابات رئاسية. كما سيدخل مجلس النواب الذي علق جلساته لمدة أسبوع، في حالة صراع جديدة عندما يلتئم مجدداً يوم الثلاثاء أو الأربعاء لانتخاب رئيس جديد له، حيث من المتوقع أن يتنافس على المنصب عدد من النواب الجمهوريين، من بينهم مكارثي نفسه، وباتريك مكهنري رئيس المجلس بالوكالة، وجيم جوردان رئيس اللجنة القضائية بالمجلس، وتوم إمير، وستيف سكاليز الرجل الثاني في الحزب.

الرئيس السابق دونالد ترامب أعرب عن أسفه للانقسام داخل حزبه وتساءل «لماذا الجمهوريون منقسمون دائماً عوضاً عن مواجهة اليسار الديمقراطي الذي يدمر الولايات المتحدة؟»، كما أعرب مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عن «خيبة أمله لقرار عزل مكارثي من منصبه، لأن حفنة من الجمهوريين تتعاون مع جميع الديمقراطيين في مجلس النواب للإطاحة برئيسه».

المشرعون الذين حاولوا الإطاحة بكانون قبل 113عاماً كانوا يصفونه ب«الطاغية»، أما مكارثي فيصفه متمردو الحزب الجمهوري ب«الضعيف»، حتى أن مات غايتس الذي شكل رأس الحربة في الإطاحة بمكارثي وصفه بعد إقالته ب«مخلوق المستنقع».!

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/ykxnrtvp

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"