مسيرة الفضاء

01:23 صباحا
قراءة دقيقتين

المهمة لم تنته، مخطئ من اعتقد أن عودة رائد الفضاء سلطان النيادي إلى وطنه بعد المهمة العلمية الطويلة التي امتدت إلى ستة أشهر، هي هدف الإمارات المنشود في عالم الفضاء، وأن الخطوة التالية ستكون بعيدة، بل هي كانت نهاية البداية، والآتي قريب جداً، وفق ما أعلن ولي عهد دبي سمو الشيخ حمدان بن محمد آل مكتوم في تغريدة على حسابه على موقع «إكس»، بأن رائدي الفضاء الإماراتيين محمد الملا ونورا المطروشي سيخوضان مهمات فضائية جديدة في عام ٢٠٢٤.

هذه خطوة من مشوار الألف ميل الذي بدأته الإمارات منذ سنوات، وثمرة جهود فريق يعمل على تحقيق المشاريع العلمية الفضائية، منذ مسبار الأمل مروراً برحلة النيادي مع فريق ناسا إلى الفضاء، وستشهد المرحلة المقبلة أي في ٢٠٢٤ المزيد من الإنجازات، منها دخول أول رائدة فضاء إماراتية مجال تنفيذ المهمات الفضائية، وهي نورا المطروشي بجانب زميلها محمد الملا، كذلك إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» MBZ-SAT في منتصف العام المقبل، وهو أكبر الأقمار في تاريخ مركز محمد بن راشد للفضاء، «وأكثرها تقدماً في المنطقة في مجال صور الأقمار عالية الدقة، وسيتم تزويد القمر بنظام مؤتمت لترتيب الصور على مدار الساعة، يضمن له توفير صور تُحاكي بجودتها أعلى معايير الدقة لصور الأقمار الاصطناعية المُخصصة للاستخدامات التجارية في العالم.. وسيوفر صوراً ذات دقة عالية، تتيح مشاهدة التفاصيل ضمن مساحة أقل من متر مربع واحد، وهي إحدى أكثر الميزات تطوراً في الفضاء».

ما الفائدة من هذه الصور؟ وكيف سيكون لهذا القمر فائدة استثنائية تترك أثراً جيداً في حياة البشر على هذا الكوكب كما تنعكس بالفائدة على تطوير المشاريع العلمية في مجالات الفضاء عالمياً؟ طبيعي أن يسأل كل منا هذه الأسئلة خصوصاً أننا لسنا خبراء، ولا علوم الفضاء عادية وكثيرة التداول بين البشر فيسهل استيعاب المشاريع وانعكاساتها على الأرض والحياة والمستقبل.. يقول المركز إن كل الصور والبيانات التي يوفرها يمكن استخدامها في «مجالات التخطيط العمراني المستدام، ومراقبة التغيرات البيئية، إلى جانب توقع الظواهر الجوية الطبيعية ومراقبة جودة المياه، ودعم الجهود المبذولة للتصدي للأزمات وإدارة الكوارث العالمية، مثل تقييم الأضرار الناجمة عن الكوارث، ومساعدة المنظمات في إيجاد الحلول الكفيلة بالتخفيف من آثار الفيضانات والزلازل وغيرها من الكوارث الطبيعية، وإعادة الإعمار..».

القمر الاصطناعي محمد بن زايد، ضوء جديد في مسيرة الإمارات وتقدمها ووقوفها بجانب كبار الدول المحققة للإنجازات العلمية لاسيما في مجال الفضاء؛ ومرحلة جديدة لن تكون الأخيرة، بل هي استكمال لرحلة طويلة بدأت منذ زرع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، البذرة الطيبة الأولى، وستكمل طريقها نحو المستقبل المشرق.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/cxjyj4bc

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"