بوتين مهاجماً «الهيمنة الغربية»: مهمة روسيا تأسيس عالم جديد

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الخميس، أن مهمة بلاده تتمثل في «بناء عالم جديد»، مهاجماً «الهيمنة» الغربية، ومدرجاً الهجوم الروسي على أوكرانيا في هذا السياق. كذلك، اتهم الغربيين بالسعي إلى إقامة «ستار حديدي جديد» مع روسيا، في حين تواجه رزمة عقوبات تتراوح بين حظر للطيران، ومراقبة شديدة للروس عند حدود الاتحاد الأوروبي، وحرمان موسكو من استخدام نظام سويفت المصرفي العالمي.

• بناء عالم جديد

وقال بوتين خلال منتدى فالداي السياسي في روسيا «تواجهنا خصوصاً مهمة بناء عالم جديد». مندداً بغطرسة الغربيين بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. واعتبر أن «الولايات المتحدة ومن يدورون في فلكها سلكوا طريق الهيمنة»، لافتاً إلى أن «الغرب يحتاج دائماً إلى عدو يتم تبرير القتال ضده بالقوة والتوسع».

وبناء عليه، رأى بوتين أن الهجوم الروسي على أوكرانيا ليس «نزاعاً على أراضٍ» بل حدث ينبغي أن يحدد «المبادئ التي سيقوم على أساسها النظام العالمي الجديد».

وقال إن روسيا، وهي أكبر دول العالم مساحة، لم تكن بحاجة إلى انتزاع أراضٍ من أوكرانيا.

وكرر موقفه بأن روسيا لم تبدأ الحرب في أوكرانيا، لكنها أطلقت ما تصفه بأنه «عملية عسكرية خاصة» لمحاولة وقفها. وذكر أن الصراع هناك بالتبعية ليس إمبريالياً ولا يتعلق بالأراضي، لكنه يتعلق بالنظام العالمي. وأضاف أن الغرب، الذي فقد قوته المهيمنة والمحتاج إلى معاداة أحد على الدوام، قد فقد الاتصال بالواقع.

• ستار حديدي جديد

واعتبر بوتين أن الولايات المتحدة «تسببت في الأزمة الأوكرانية» عبر دعم الانتفاضة الموالية لأوروبا في ساحة ميدان في 2014، مشيراً إلى أن «أوروبا أجبرت على اللحاق» بواشنطن. وقال «لسنا نحن من يغلق الباب. أوروبا هي التي تغلق الباب (...) هناك ستار حديدي جديد يقوم. لسنا نحن من يقيمه، بل الأوروبيون».

كما اتهم بوتين الغربيين بشيطنة الصين و«خلق مناخ معادٍ للمسلمين»، مضيفاً «أنهم يحاولون إلصاق صورة العدو بكل من لا يبدي استعداداً للحاق بالنخب الغربية». وشدد على أن الزمن الذي كان يُملي فيه الغرب إرادته على الدول الأخرى، كما في حقبة الاستعمار، ولى منذ وقت طويل، ولن يعود أبداً. وأكد بوتين أيضاً أن روسيا تريد العيش في عالم مفتوح، حيث العلاقات الدولية متحررة من منطق التكتلات، وتستند إلى حلول مشتركة.

• من أنتم؟

وقال بوتين خلال كلمته أمام المنتدى: إن الشعوب التي تعرف مصالحها يتعين عليها التخلص من هذا الفكر الاستعماري. واعتبر أن من الواجب الخروج من الحلقة المفرغة التي فرضها الغرب بغية السيطرة على الفكر الإنساني. وتابع قائلاً: إن الحضارة في مفهومنا متنوعة ومختلفة للغاية. وأضاف: الغرب يحاول أن يستبدل بالقانون الدولي قواعد يضعها بنفسه، وزملاؤنا في الولايات المتحدة والغرب يحاولون أن يعلّموا الغير كيفية التعامل مع هذه القواعد. وتساءل الرئيس الروسي موجهاً خطابه للغرب: من أنتم؟ ومن أعطاكم هذا الحق؟

• النووي في حالتين

وأكد بوتين أنه في العقيدة العسكرية الروسية يوجد سببان لاحتمال استخدام الأسلحة النووية وهما الهجوم على روسيا، والتهديد الوجودي لها. وقال بوتين: «اسمحوا لي بأن أذكركم أنه في العقيدة العسكرية الروسية هناك سببان لاحتمال استخدام روسيا الأسلحة النووية.. الأول هو استخدامها ضدنا، أي رداً على ذلك، فيما يسمى الضربة المضادة». وأضاف «السبب الثاني لاستخدام هذه الأسلحة هو التهديد الوجودي للدولة الروسية، حتى لو تم استخدام الأسلحة التقليدية ضد روسيا، ولكن وجود روسيا كدولة معرض للخطر». وشدد الرئيس الروسي أنه لا يرى ضرورة لخفض العتبة النووية في العقيدة الروسية، مشيراً إلى أنه لا يوجد اليوم مثل هذا الوضع الذي يهدد وجود الدولة الروسية. وتابع: «لا أعتقد أن أي شخص في كامل قواه العقلية وذاكرته السليمة يخطر بباله استخدام الأسلحة النووية ضد روسيا».

(وكالات)