عادي
اتصالات محمد بن زايد بقادة العالم تستهدف إرساء السلام في المنطقة

تحرك دبلوماسي إماراتي للتهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين

02:14 صباحا
قراءة 7 دقائق
عبدالله بن زايد خلال لقائه في لندن جيمس كليفرلي، وزير خارجية المملكة المتحدة (وام)

كتب: راشد النعيمي

استمراراً للدور الكبير والمؤثر الذي تلعبه الدبلوماسية الإماراتية في التعامل مع أزمات المنطقة، والعمل على احتواء تداعياتها السلبية على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وهو ما رسَّخ مكانة الإمارات ضمن حسابات العواصم الدولية الكبرى، أو ما يعرف بعواصم صنع القرار العالمي. وفور اندلاع أحداث التصعيد الخطير بين الفلسطينيين والإسرائيليين، قادت دولة الإمارات حراكاً دولياً استهدف في مجمله ضرورة وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لحماية جميع المدنيين والحفاظ على أرواحهم، إضافة إلى أهمية التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي لاحتواء التوتر ودفع الجهود المبذولة تجاه مسار السلام العادل والشامل الذي يضمن عدم إدخال المنطقة في أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها.

قاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، سلسلة تحركات مكثفة لوضع حد للتوتر وتوفير الحماية للمدنيين، حيث تحرص القوى الكبرى على التعرف إلى رؤى الإمارات ومواقفها المتوازنة تجاه مختلف القضايا، والاستفادة منها في معرفة وتقييم تطورات الأوضاع في المنطقة.

الطرق السلمية

وتأمل دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال دبلوماسيتها النشيطة، وعلاقاتها القوية مع جميع دول العالم، من دون استثناء، إلى جانب اعتمادها مبدأ تسوية النزاعات بالطرق السلمية، كأحد المبادئ والثوابت في سياستها الخارجية، في إثبات نفسها كإحدى أبرز القوى الفاعلة ذات التأثير على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإحدى الدول ذات الدور الحيوي في إقرار السلم والأمن العالميين، ويبدو هذا جلياً في الدور الذي تضطلع به في إدارة الأزمات التي تموج بها منطقة الشرق الأوسط في المرحلة الراهنة.

وفي أول تحرك دولي من نوعه، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ عشرين مليون دولار، وذلك في ظل الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها الأشقاء الفلسطينيون. ويأتي هذا الدعم من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، في إطار مواقف دولة الإمارات الأخوية ونهجها الأصيل تجاه دعم الأشقاء في مختلف الظروف ومد يد العون لهم والذي يعد من ثوابت دولة الإمارات.

اتصالات مكثفة

وفور اندلاع الأحداث، أعربت دولة الإمارات عن قلقها الشديد إزاء تصاعد العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وشدّدت على ضرورة وقف التصعيد، والحفاظ على أرواح المدنيين، وقدمت خالص التعازي لجميع الضحايا الذين سقطوا جراء أعمال القتال الأخيرة.

وأكدت وزارة الخارجية، في بيان لها، أن دولة الإمارات تدعو إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والوقف الفوري لإطلاق النار لتجنب التداعيات الخطيرة، وأشارت الوزارة إلى أن الإمارات العربية المتحدة، وبصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي، تدعو إلى ضرورة إعادة التفعيل الفوري للجنة الرباعية الدولية لإحياء مسار السلام العربي الإسرائيلي، وتحث المجتمع الدولي على دفع كافة الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل والعادل، ومنع انجرار المنطقة لمستويات جديدة من العنف والتوتر وعدم الاستقرار.

وفي تحرك مباشر، أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، اتصالات هاتفية مع الملك عبدالله الثاني بن الحسين عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، وعبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وبشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية، وإسحاق هرتسوغ رئيس دولة إسرائيل، وجاستن ترودو رئيس وزراء كندا.

ودارت تلك الاتصالات حول تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة، حيث بحث سموه مع القادة، خلال الاتصالات، ضرورة وقف التصعيد والتهدئة وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لحماية جميع المدنيين والحفاظ على أرواحهم، إضافة لأهمية التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي لاحتواء التوتر ودفع الجهود المبذولة تجاه مسار السلام الشامل والعادل الذي يضمن عدم إدخال المنطقة في أزمات جديدة تهدد أمنها واستقرارها.

تداعيات خطيرة

وبحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، أيضا مع إيمانويل ماكرون رئيس الجمهورية الفرنسية الصديقة، خلال اتصال هاتفي، تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة وتداعياتها الخطيرة على جميع المستويات، وأكدا في هذا السياق ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية للعمل على التهدئة والوقف الفوري للتصعيد والعنف وضبط النفس لحماية أرواح المدنيين وتفادي تفاقم الأوضاع التي ستكون لها تداعياتها الخطيرة على أمن المنطقة واستقرارها. وشدد الجانبان على أهمية دفع الجهود والعمل الجاد على إرساء السلام الدائم والشامل والاستقرار في المنطقة.

كما بحث صاحب السمو رئيس الدولة، وكارل نيهامر مستشار جمهورية النمسا الصديقة خلال اتصال هاتفي تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة وتداعياتها الخطيرة على المستوى الإنساني، مشددين على ضرورة وقف التصعيد وممارسة أقصى درجات ضبط النفس لحماية أرواح جميع المدنيين. وأكد الجانبان أهمية التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي لاحتواء الموقف والعمل الجاد على دفع الجهود المبذولة لتحقيق السلام الشامل الذي يضمن الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليميين.

إنهاء العنف

وضمن الجهود الدبلوماسية المكثفة التي قادتها الإمارات، دعت وزارة الخارجية إلى حماية المدنيين، وشددت على أن الأولوية العاجلة إنهاء العنف وحماية المدنيين.

وشددت الوزارة، في بيان، على أن الهجمات التي تشنها حركة حماس ضد المدن والقرى الإسرائيلية القريبة من قطاع غزة، بما في ذلك إطلاق آلاف الصواريخ على التجمعات السكانية، تشكل تصعيداً خطيراً وجسيماً. وأعربت الوزارة عن استيائها الشديد إزاء التقارير التي تفيد باختطاف مدنيين إسرائيليين من منازلهم كرهائن، وأكدت ضرورة أن ينعم المدنيون من كلا الجانبين بالحماية الكاملة بموجب القانون الإنساني الدولي، وضرورة ألا يكونوا هدفاً للصراع.

وأعربت دولة الإمارات عن تعازيها لأسر الضحايا، ودعت إلى بذل كافة الجهود الدبلوماسية لمنع حدوث مواجهة إقليمية أوسع نطاقاً، كما عبرت الوزارة عن أسفها العميق للخسائر في الأرواح الإسرائيلية والفلسطينية نتيجة لاندلاع أعمال العنف، ودعت الطرفين إلى وقف التصعيد وتجنب تفاقم العنف وما يترتب على ذلك من عواقب مأساوية تؤثر في حياة المدنيين والمنشآت.

وشددت الدولة على ضرورة أن يعمل المجتمع الدولي معاً لمنع أعمال العنف التي تهدد عدم الاستقرار على نطاق أوسع وامتدادها، بما في ذلك مشاركة مجموعات أخرى، مؤكدة أنه يجب على المجتمع الدولي أن يظل حازماً في مواجهة هذه المحاولات العنيفة التي تحاول أن تعرقل الجهود الإقليمية الجارية الرامية إلى الحوار والتعاون والتعايش، ويجب ألا يسمح للتدمير الوجودي باجتياح منطقة عانى شعبها ما يكفي من الحروب والأزمات.

وشددت الوزارة على أن دولة الإمارات تواصل العمل بشكل وثيق مع كافة الشركاء الإقليميين والدوليين لإعادة تهدئة الأوضاع وخفض التصعيد بأسرع وقت ممكن في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة والعودة إلى المفاوضات للتوصل إلى تسوية نهائية وفقاً لحل الدولتين للفلسطينيين والإسرائيليين الذين يستحقون العيش بسلام وكرامة.

دبلوماسية لا تهدأ

وقاد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية سلسلة مكثفة من التحركات واللقاءات والاتصالات، استهدفت في مجملها تكثيف الجهود لوقف التصعيد الخطير على الصعيد الفلسطيني الإسرائيلي الذي يقود المنطقة إلى حالة غير مسبوقة من التوتر وعدم الاستقرار ويقوض فرص تحقيق السلام.

وشدد سموه على الأهمية القصوى لحماية المدنيين من تداعيات الأزمة الراهنة، وذلك خلال اتصالات هاتفية مع وزراء خارجية السعودية وقطر والبحرين وعمان ومصر والأردن والمغرب وفرنسا وتركيا. كما بحث سموّ الشيخ عبدالله بن زايد خلال اتصال هاتفي مع أنتوني بلينكن، وزير خارجية الولايات المتحدة، تطورات الأوضاع في المنطقة والتصعيد الجاري على الصعيد الإسرائيلي الفلسطيني.

وأكد سموّه، أهمية ممارسة أقصى درجات الحكمة. وأن التصعيد من غزة ينذر بعواقب وخيمة على المنطقة. وناقش الجانبان الجهود الدولية المبذولة لاحتواء الأزمة الراهنة، واتفقا على استمرار التنسيق والمشاورات خلال المرحلة المقبلة، والعمل من أجل احتواء الوضع الحالي، وتجنيب المنطقة المزيد من التصعيد.

حماية المدنيين

وبحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية خلال اتصالات هاتفية مع سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية والشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح وزير خارجية دولة الكويت وإيلي كوهين وزير خارجية دولة إسرائيل ويائير لابيد زعيم المعارضة في إسرائيل تطورات الأوضاع التي تشهدها المنطقة.

وناقش سموه مع وزراء الخارجية ولابيد جهود وقف التصعيد والتهدئة وأهمية حماية المدنيين من تداعيات الأزمة الراهنة، مؤكداً أن الوضع الراهن يتطلب تحركاً عاجلاً من كافة الأطراف الدولية الفاعلة من أجل تخفيف حدة التوتر والحيلولة دون خروج الوضع عن السيطرة.. كما أكد سموه ضرورة ممارسة أعلى درجات الحكمة، مشدداً على أهمية تهدئة الأوضاع، ومشيراً إلى أن المنطقة بحاجة ماسة إلى الاستقرار، وهو ما لم يتحقق دون تبني خيار السلام الشامل والعادل والأمن المستدام.

وبحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أيضاً خلال لقائه في لندن جيمس كليفرلي، وزير الخارجية وشؤون الكومنولث والتنمية في المملكة المتحدة وإيرلندا الشمالية، مستجدات الأوضاع في المنطقة والتصعيد الجاري على الصعيد الإسرائيلي الفلسطيني.

وأشار سموه إلى خطورة التصعيد الذي انطلق من غزة ودوره في زيادة حدة التوترات في المنطقة، وتهديد أمنها واستقرارها، وأكد الجانبان أهمية التنسيق بين كافة الأطراف الدولية الفاعلة من أجل احتواء الأزمة الراهنة عبر كافة الوسائل والحلول الممكنة، وكذلك التصدي لجميع الأعمال الاستفزازية التي تستهدف زعزعة أمن واستقرار المنطقة وتهديد شعوبها.

دوامة العنف

واستمراراً للتحركات المكثفة بحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، خلال اتصالين هاتفيين مع أنطونيو تاجاني وزير خارجية جمهورية إيطاليا وخوسيه مانويل ألباريس وزير خارجية إسبانيا، الرئيس الحالي لمجلس الاتحاد الأوروبي سبل وقف التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وناقش سموه مع وزيري خارجية إيطاليا وإسبانيا الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لاحتواء تداعيات الوضع الراهن وحماية المدنيين. وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أهمية تهدئة الأوضاع والابتعاد عن دوامة العنف التي تهدد أمن واستقرار المنطقة وسلامة شعوبها، وقد اتفق الوزراء على أهمية استمرار التنسيق والتشاور تجاه الأزمة الراهنة. وفي الإطار نفسه، بحث سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، خلال اتصال هاتفي مع يوكو كاميكاوا وزيرة خارجية اليابان تطورات الأوضاع في المنطقة وسبل دعم جهود خفض التصعيد بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وحماية المدنيين.

مسار التهدئة

وناقش سموه ووزيرة خارجية اليابان تداعيات التصعيد الجاري، لاسيما الإنسانية والأمنية، وأهمية تعزيز الجهود المبذولة من أجل تهدئة الأوضاع بكافة السبل الممكنة.

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أهمية أن تتركز جميع الجهود الدولية والإقليمية في الوقت الراهن على وقف التصعيد والعنف بشكل عاجل وممارسة أقصى درجات الحكمة، ودعم مسار التهدئة وحماية المدنيين من تبعات هذا الوضع المتأزم، واتفق الوزيران على استمرار التنسيق والمشاورات خلال الفترة المقبلة، والعمل من أجل احتواء الوضع الحالي وتجنيب المنطقة المزيد من التصعيد.

وفي امتداد لتلك الجهود استقبل سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية جورجوس جرابيتريتيس وزير خارجية جمهورية اليونان، وتركزت مباحثات الجانبين على تطورات الأوضاع في المنطقة، وسبل دفع جهود التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وفي هذا اللقاء أيضاً، أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان أهمية احتواء الموقف المتأزم على الصعيد الإسرائيلي الفلسطيني في أسرع وقت ممكن، مشيراً إلى أن تردي الأوضاع وارتفاع وتيرة التصعيد يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mpvemavm

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"