عاماً بعد عام تتحقق نجاحات متتالية في مجال عمليات نقل وزراعة الأعضاء البشرية في مختلف المستشفيات الصحية الحكومية والخاصة على مستوى الإمارات، مع الأخذ في الاعتبار أن مستشفى أو أكثر يجري النسبة الكبرى من هذا النوع من العمليات الدقيقة والمعقدة والتي تحتاج إلى فرق طبية تضم مختلف التخصصات، إلى جانب الاهتمام المستمر بالحالات التي تخضع لهذا النوع من العمليات وذلك بعد إجراء عملية الزراعة ولفترات طويلة.
البرنامج الوطني للتبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية «حياة» أسهم منذ العام 2017 في إنقاذ حياة 600 مريض في الإمارات ممن يعانون فشلاً عضوياً، وذلك بنقل أعضاء إليهم من أكثر من 169 متبرعاً، بينهم متبرعون توفوا دماغياً، وقد تلاحظ زيادة أعداد المتبرعين بالأعضاء البشرية منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية أغسطس / آب الماضي بنسبة تزيد على 25% مقارنة بالفترة ذاتها من العام 2022، حيث تبرع خلال الثمانية أشهر من العام الجاري 45 شخصاً بأعضائهم وأسهموا في إنقاذ حياة 161 مريضاً.
الحديث عن عمليات نقل وزراعة الأعضاء البشرية يقودنا للحديث عن ضرورة التوسع في المراكز المعتمدة والمخصصة لإجراء هذا النوع من العمليات، وألا تظل مقتصرة على عدد من المستشفيات سواء الحكومية أو الخاصة، وإشراك القطاع الطبي الخاص بشكل أكبر، في إجراء هذا النوع من العمليات، بحيث يتم زيادة عدد المستشفيات الخاصة المعتمدة لإجراء عمليات نقل وزراعة الأعضاء البشرية، وهنا يأتي دور المركز الوطني المختص بتنظيم إجراءات التبرع وعمليات استئصال وحفظ وتوزيع ونقل وزراعة الأعضاء البشرية وأجزائها والأنسجة، باعتبار أن أحد اختصاصاته اقتراح وتطوير سياسات ومعايير ترخيص المنشآت الصحية والأطباء المختصين باستئصال وزراعة الأعضاء البشرية.
هذه الإنجازات في هذا النوع من العلاجات تؤكد مدى أهمية التوسع في البرنامج الوطني لنقل وزراعة الأعضاء البشرية لجهة تكثيف حملات التوعية لحث مختلف أفراد المجتمع على التبرع بالأعضاء وفقاً للبروتوكولات والضوابط المحددة، للمشاركة الإيجابية في التخفيف من معاناة المرضى الذين يعانون الفشل العضوي، إلى جانب التركيز على برامج التوعية لاتباع نمط حياة صحي للمحافظة على أعضاء الجسم وتجنب الفشل العضوي بالذات عند المرضى الذين يعانون الأمراض المزمنة.
شركات التأمين الصحي يجب أن يكون لها دور فاعل في هذا الجانب لجهة تحمل تغطية تكاليف هذا النوع من العمليات، وعدم التهرب من تحمل مسؤولياتها نظراً للتكلفة العالية لعمليات نقل وزراعة الأعضاء، وما تتطلبه من متابعة مستمرة وأصناف عديدة من الأدوية يتناولها المريض بعد عملية الزراعة.
[email protected]
