دور الإمارات كنموذج تنموي

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

هل يمكن الحديث عن الاكتفاء الذاتي التقاني في العالم العربي؟ ليس المقصود كل العالم العربي طبعاً، فالتفاوت في مستويات التنمية يصيب الدماغ بالدُّوار. الأمل الوحيد، على الأرجح، ينحصر في دولة الإمارات، التي خطت خطوات مشهودةً في المعلوماتية وما تتضمنه من رقمي وتقدم في الاتصالات، إضافة إلى الذكاء الاصطناعي، الذي حققت فيه المعادل العربي لشات «جي.بي.تي» (شجبت).

لا بد من انتظار المفاجآت الكبرى، فالمجالات المعنية تعمل في صمت، من دون أن ترشح جزئيات أو تفاصيل، في أبوظبي ودبي. لكن الإشارات لها دلالات وأبعاد. حين أطلقت دبي «مبادرة المليون مبرمج عربي»، لا شك في أن جدول الأعمال كان جاهزاً سلفاً، من حيث نمو الطاقة الاستيعابية تدريجاً، وأولويات خطط التنفيذ. هنا، يمكن للخيال أن ينطلق. ضع في الحسبان تقسيم هذا العدد، الذي يشكل شعباً من المبرمجين، إلى عشرة أقسام، كل واحد فيه 100 ألف، يتخصص كل واحد في مجال محدّد. بل إن الخمسين ألفاً سترفع التخصصات إلى عشرين، والخمسون رقم مذهل أيضاً. هذا ليس مجرّد طموح فقد برز في البند السابع من وثيقة مبادئ الخمسين سنة 2019، التي حددت أن من غايات الإمارات، الريادة العالمية في الرقمي والتقني والعلمي. يتعزّز هذا التوجه، في الإمارات بوصفها أسرع تنمية عربية، بنهجين سبّاقين في أبوظبي في حقلين مستقبليين، هما حاسوب «الكوانتوم» والذكاء الاصطناعي. لا ينزعجنّ الأشقاء العرب إذا قلنا إن الأمور على هذا النسق اختلفت كليّاً، ما يوجب التفكير في الفجوات التنموية بين بلاد العرب، وهي فوارق لا مفر منها في مقبل السنين. لهذا سيكون من الضروري النظر على نحو استشرافي إلى التداعيات الموضوعية. للوهلة الأولى تبدو المعلوماتية والحاسوب الكمّي والذكاء الاصطناعي، ميادين متباينة، لكن تلاقي هذه السواقي في مصبّ واحد مسألة حتمية وغير بعيدة. لا أحد يتصور أن حاسوب الكوانتوم سيصبح في المدى القريب حاسوباً شخصيّاً يحمله كل واحد مثل «اللابتوب» اليوم، أو يمكن تصغير معالج بياناته وبطاقته الأم ووضعهما في هاتف جوّال، ففي الحاضر هذا شأن خارج كل حساب، ولا حتى بعد عقد. لكن، في نطاق المؤسسات الكبرى ستلتقي المجالات الثلاثة غير بعيد. تبقى الآمال الكبيرة في أن تلعب الإمارات دوراً رياديّاً فعّالاً في إحداث تنمية مستقبلية لدى أشقائها العرب، الذين لا تزال تفصلهم مسافات وآماد عن اللحاق بقطار الغد.

لزوم ما يلزم: النتيجة العراقيلية: حاليّاً يجب التفكير في الماء والكهرباء والغذاء والدواء في دول نفطية، ثم بالتساهيل يأتي التفكير في حاسوب الكوانتوم.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/242rv2be

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"