شارقة الكتاب

01:09 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد إسماعيل زاهر

صباح جديد تهب نسائمه على الشارقة، تحمل معها عبق الكتاب، حيث نعيش بداية من اليوم وعلى مدار اثني عشر يوماً أجواء معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثانية والأربعين، ولكننا في الواقع نعيش مع الكتاب هنا على مدار الساعة، فلكل لحظة في الشارقة مذاقها الخاص ورائحتها المميزة وذكراها التي تختزن في العقل قبل القلب في ما يتعلق بالكتاب، منذ سنوات طويلة عُرفت الشارقة بالكتاب، وآن لنا أن نقول اليوم إنها تحولت بذاتها إلى كتاب سواء على مستوى الشكل أو المضمون.

في الشارقة هناك دوماً ما يذكرك بالأصالة، تجد ذلك في المعمار كما تجده في مختلف الفعاليات والأنشطة، تجد ذلك في هدوء الإمارة، وفي صخبها الثقافي، تعثر على الأصالة في المباني والساحات والمتاحف، تلمح ظلالها في كل مكان، والأصالة بمعنى ما هي جدية في العمل والرؤية، والجدية رديف الثقافة، والكتاب الابن البكر للثقافة، ومركز مشروع رجل لم يدخر جهداً لكي يصل بالكتاب إلى كل يد، ولم يترك فرصة إلا و رعى ودعم الكتاب.

حول صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الإمارة إلى كتاب، في المعنى والمبنى، الشكل والمحتوى، والأصح أنه حول الحياة كلها إلى كتاب مفتوح، له بداية، ووسط ووتيرة درامية تتصاعد، له مرجعيات ويتأسس على مبادئ ووجهة نظر، له أبطال وقوى فاعلة، تدور بين دفتيه أحداث ووقائع، فكل يوم هناك في الشارقة إضافة ما، وقرار لافت يهم الإنسان، مناط الرؤية والهدف والتوجه، وأصبحت الرؤية كتاباً يحتاج إلى تحليل، والإنجازات كتاباً آخر، والثقافة كتاباً ثالثاً، والمعرض كتاباً رابعاً... وستجد نفسك في الشارقة محاطاً بالكتب حتى تتحول ببطء وعن رغبة وحب إلى جزء من تلك المنظومة، جزء من الكتاب، وستحمل داخل قلبك دائماً فكرة أننا أمة الكتاب، وأن حضارتنا بعلومها بأكملها تأسست على كتاب، وأن الماضي كتاب والحاضر أيضاً ولا يمكن أن ندخل المستقبل أو نستعيد مكانتنا المستحقة إلا من خلال كتاب.

ظل صاحب السمو حاكم الشارقة يشتغل على الإنسان، وفي العين الثقافة وفي القلب الكتاب، حتى تراكم العمل، واكتملت المنظومة واتسعت الرؤية ونمت وأثرت فينا بقوة، وبتنا عندما تُذكر الشارقة يتجه الفكر إلى كل ما من شأنه أن يبقى في الأرض ويثمر، وهل هناك أفضل من أن نجني حصاد الكتاب.

لنقف اليوم مع معرض الشارقة للكتاب، موسم حصاد المعرفة، ولنفكر ما الذي بإمكان كل فرد فينا أن يفعل لكي يشارك في الغرس، لنكتب ونكتب ونتحاور ونتناقش حول قضايا الكتاب، لنقول للعالم بأكمله هنا من الشارقة إننا أمة معرفة وأمة الكتاب وإن أيدينا ممدودة للجميع بالمحبة والسلام.. ممدودة بالكتاب.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/323uu7jy

عن الكاتب

إعلامي

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"