دبلوماسية مكثفة لوقف الحرب

00:14 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

يتسع نطاق الجهود الدبلوماسية لوقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في ضوء الصدمات المتوالية التي تلقاها المجتمع الدولي من المجازر المروعة بحق المدنيين الفلسطينيين بسبب القصف العشوائي والأسلحة المحرمة دولياً، واستهداف المستشفيات والمدارس ومرافق الأمم المتحدة، التي يفترض أنها محمية بموجب قانون الحرب والقانون الدولي الإنساني.

واستكمالاً لمساعيها الرامية إلى وقف الحرب وحماية المدنيين فوراً، تستمر دولة الإمارات في لعب دور محوري في هذا الاتجاه، من خلال الاتصالات العديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مع القادة الدوليين، وعبر التواصل الحثيث لسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، مع نظرائه، ومشاركته في اجتماعات عدة حول هذه الأزمة، وآخرها حضوره الاجتماع المشترك بين عدد من وزراء الخارجية العرب مع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في عمان الهادف إلى التوصل لوقف الحرب الإسرائيلية وتدارك الكارثة الإنسانية الكبرى في قطاع غزة. كما تلعب دولة الإمارات دوراً دبلوماسياً مشرفاً في الأمم المتحدة بصفتها عضواً غير دائم في مجلس الأمن، وقد انتصرت مبادراتها ومداخلاتها للشعب الفلسطيني ولضرورة حمايته ووقف العدوان عليه.

الوضع الإنساني المؤلم في قطاع غزة الواقع تحت النار والحصار الخانق أصبح فوق الاحتمال وليس له أي مبرر، فما يجري هناك ينذر بتهديدات كبيرة يصعب السيطرة عليها في المنطقة، وقد يجر إلى سلسلة من المواجهات والارتدادات الخطيرة. وتجنباً لكل هذه المحاذير تتحرك الدبلوماسية العربية على أكثر من صعيد، وتواكب التطورات بما يلزم من قرارات وإجراءات، ربما تسفر عنها القمة العربية الطارئة في الرياض الأسبوع المقبل، إذا لم تتوقف دوامة القتل العبثي للفلسطينيين ولم يتم حل الأزمة الإنسانية غير المسبوقة، التي لم تشهدها المنطقة منذ أكثر من 75 عاماً.

يوميات الحرب وما تشهده من ارتفاع كبير في حصيلة الضحايا الأبرياء تفاقم الغضب العالمي في كل مكان، وحتى لدى أقرب حلفاء إسرائيل. والدعوات الأمريكية المتكررة لهدن إنسانية نابعة من استياء دولي يتزايد من التجاهل الإسرائيلي لكل المواثيق والمعاهدات التي تنص على ضرورة حماية المدنيين في أوقات الحرب. فإذا كان ما تفعله آلة الحرب من قتل وتدمير ومحاولات تهجير للفلسطينيين، هو الرد على هجوم حماس في أكتوبر الماضي، فهو رد غير متكافئ وتجاوز كثيراً من الخطوط الحمراء في المجال الإنساني، وهو تصعيد قد لا يحقق شيئاً غير خلق الفرص لاتساع مساحة الصراع.

أمام كل المخاطر المحدقة، فإن تكثيف الجهود مطلوب بقوة لإنهاء الحرب على غزة، والضغط على إسرائيل حتى تستجيب للنداءات العربية والدولية، ليس في هذه الأزمة فحسب، بل لكل مقتضيات السلام والاستقرار في المنطقة، وإذا لم يحدث تغيير جوهري في النظر إلى الأسباب الحقيقية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإن الأوضاع ستسير في اتجاه مختلف عكس ما كان سائداً قبل هذه الحرب المدمرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/62kkw5bm

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"