عادي
د.علي بن تميم: معارض الكتب تعزز صناعة النشر

مهرجان العين يستقطب مختلف شرائح الجمهور

19:59 مساء
قراءة 4 دقائق
د.علي بن تميم خلال الجلسة
فعاليات تستقطب طلبة المدارس

العين: منى البدوي

عقد مركز أبوظبي للغة العربية لقاءً مع الناشرين المشاركين في مهرجان العين للكتاب، بهدف استعراض جهود المركز بدعم قطاع النشر في دولة الإمارات، وسُبل وآليات تطويره نحو آفاق مستقبلية أكثر رحابة.

وأكد الدكتور علي بن تميم رئيس المركز، أن استدامة معارض الكتب في الإمارات، تأتي تجسيداً للرؤية الحكيمة لقيادة دولة الإمارات، التي تهدف إلى تعزيز صناعة النشر وتشجيع العاملين في هذا القطاع على تقديم المنتج المعرفي والإبداعي الرصين، بما يرسّخ ثقافة القراءة، وينمّي حضور اللغة العربية في وجدان المجتمع، لا سيما لدى فئة الشباب الذين يمثلون أجيال المستقبل.

وأشار إلى أن المزايا والإعفاءات التي تُمنح للناشرين تؤكد الاهتمام بهذا القطاع الذي يؤدي دوراً جوهرياً في تكامل معادلة الثقافة على مستوى الإنتاج والتلقي، على اعتبار أن الكتاب سيظل الوعاء المعرفي الذي ينقل تجليات الفكر والإبداع ويختزنها لتبقى قيد التداول على مر العصور.

وأشاد بتفاعل مجتمع مدينة العين مع أنشطة المهرجان، مشيراً إلى أن حجم التفاعل مع الدورات السابقة دفع إلى تكثيف الجهود لتقديم برامج ثقافية، تلبي تطلعات الجمهور بتنوعها وشمولها ومقاربتها لمختلف الفنون، وفي مقدمتها الشعر النبطي والكلمة المغناة، بما لها من إرث وحضور في الذاكرة المحلية، وهو ما يواكب أهداف المركز الاستراتيجية لتقديم فعاليات ثقافية معرفية نوعية، تُرسّخ حضور اللغة العربية في المجتمعات، وتُسهم في رفد المشهد الثقافي بأعمال وإصدارات ملهمة، وتسلط الضوء في الوقت ذاته على المبدعين الإماراتيين والعرب من الفئات كافة.

ولفت ابن تميم إلى أن التركيز على العناية بالأبعاد المحلية للثقافة وإبراز تجلياتها، ينطلق من الوعي بأن كل ما هو محلي يختزن في عمقه جواهر الحكمة، ويفتح أفقاً إنسانياً لمفهوم الثقافة بمعناها الواسع، وهي الرسالة التي يتبناها مهرجان العين للكتاب.

*استراتيجية

وشهد «قصر المويجعي» تنظيم جلسة حوارية ناقشت رؤية المركز ودوره واستراتيجيته لتطوير مفهوم معارض الكتاب في الدولة لتصبح مهرجانات ثرية بالفعاليات والبرامج التي تحتفي بالإبداع الإنساني بكافة جوانبه، وتُقدّم مزيجاً عصرياً للجمهور يجمع بين الثقافة والفنون والمعرفة ويواكب تطلّعاتهم.

بدأت الجلسة بعرض مرئي لأهم الفعاليات التي ستشهدها دورة هذا العام من المهرجان. وقدم الفنّان التشكيلي غياث محمود رسماً حياً مباشراً لشخصية شاعر الأمسية الأولى من أمسيات برنامج «الكلمة المغنّاة» الراحل كميدش بن نعمان الكعبي.

وخلال الجلسة، تحدّث سعيد حمدان الطنيجي المدير التنفيذي للمركز، عن مراحل تأسيس المركز، موضحاً أنه مشروع استراتيجي طموح يحمل اسم اللغة العربية وأبوظبي، وله أبعاد محلية وعالمية. ويسعى بالدرجة الأولى إلى تطوير اللغة العربية والنهوض بها تعليمياً وثقافياً وإبداعياً، وتعزيز استخدامها في الأوساط العلمية والابداعية. وأضاف أن دور المركز يكمن في إيصال اللغة العربية إلى العالمية بوصفها لغة أدب وفكر، من خلال إطلاق مشاريع رائدة تتبنّى الجانب التكنولوجي لتصبح العربية لغة العصر وتواكب مستجداته المتغيرة.

وأشار إلى الجوائز التي أطلقها المركز، ومن بينها جائزة «كنز الجيل» التي تُكرم الفائزين بنسختها الثانية خلال المهرجان، وفي مدينة العين تحديداً، لارتباطها بالشعر والأدب، وتحمل في ثناياها أبياتاً من قصائد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيّب الله ثراه»، إضافة إلى جائزة «سرد الذهب»، التي ستُكرم الفائزين بنسختها الأولى خلال مهرجان الظفرة للكتاب في ديسمبر المقبل.

وبيّن الطنيجي أن صناعة الكتاب لا يمكن أن تتطوّر إذا لم يتم تطوير المحتوى ومعارض الكتاب، لتأتي من هنا فكرة تحويل المركز المعارض إلى مهرجانات لصناعة الكتاب ونشر المحتوى الإبداعي والموسيقي والفني. وهذا هو سرّ نجاح مهرجاني العين والظفرة للكتاب.

*إقبال

واستقطبت فعاليات المهرجان أهالي المدينة وزوارها، وذلك بما تحظى به من أنشطة متنوعة تتناسب مع جميع فئات المجتمع.

واستمتع طلبة المدارس الذين قاموا بزيارة المهرجان والمشاركة الفعلية فيه، بالتجارب العلمية التي دار أغلبها حول مضامين الدروس العلمية في الكيمياء والفيزياء التي يتلقونها في الفصول الدراسية، وأساليب تحويل تلك الدروس إلى تجارب حية يقومون بأنفسهم بتنفيذها، حيث أظهر الطلبة تفاعلاً واضحاً خلال متابعتهم ومشاركتهم في تلك التجارب.

وحظي المهرجان بالعديد من الأنشطة الترفيهية الجاذبة للأطفال، سواء الرسم أو إعداد الأطعمة البسيطة، ومتابعة كيفية تحولها إلى مادة أخرى بعد تعرضها لدرجات الحرارة، إلى جانب الورش الفنية ورقص الشخصيات الكرتونية على المسرح وتجولها بين الزوار، إضافة إلى الأجنحة المخصصة لقصص الأطفال والألعاب التي تمزج بين التعلم والترفيه.

وقالت مروة أشرف المدير التنفيذي لشركة شارع العلوم: «إن المهرجان على الرغم من أنه في أيامه الأولى، فإنه يحظى بإقبال واسع من قبل مختلف شرائح المجتمع»، مشيرة إلى التجارب الحية التي تجري أمام الجمهور، والتي على الرغم من أنها مخصصة لطلبة المدارس، فإنها تستقطب أغلب الزوار.

وأضافت أن سبب الإقبال من طلبة المدارس يعود إلى أن ما يتم تنفيذه أمامهم من تجارب علمية هو عبارة عن تحويل المناهج التعليمية الموجودة في الكتب إلى تطبيقات ونشاطات، مشيرة إلى أنه تم الأخذ في الاعتبار تخصيص تجارب للطلبة من عمر 7 إلى 12 سنة، تتعلق بالفضاء ومختلف العلوم الأخرى والتصوير، وتخصيص ركن للأطفال من سن 5 إلى 9 سنوات ليتضمن أنشطة ترفيهية متنوعة، مثل الرسم وإعداد أطعمة بسيطة.

وفي الإطار نفسه، أكدت رولا أبو بكر، مشرفة مكتبة أجيال المستقبل في جمعية الشيخ محمد بن خالد آل نهيان لأجيال المستقبل، حرص الجمعية على المشاركة في المهرجان الذي بات ينتظره الأهالي بشكل عام، باعتباره يجمع بين الثقافة والمعرفة والترفيه.

ولفتت إلى أن الجناح المخصص للجمعية، يقوم بتعريف الطلبة وذويهم إلى الأنشطة والفعاليات والمسابقات التي تنظمها الجمعية، والتي تستهدف تعويد الطفل على القراءة وتحويلها إلى عادة يومية وأيضاً تعزيز اللغة العربية لديهم.

وعرضت جمعية أصدقاء البيئة من خلال جناحها في المهرجان كتب مشروع (مكتبة أصدقاء البيئة للكتب المستعملة) والذي يطرح الكتب مجاناً للجمهور بهدف التشجيع على القراءة.

وحرص القائمون على الجناح على تعريف الزوار بالجمعية ودورها المجتمعي في كيفية التخلص السليم من الكتب الزائدة على الحاجة والاستفادة منها بشكل صحيح وأهمية ذلك في الحفاظ على البيئة، إضافة إلى عرض أفلام وثائقية عن أنشطة الجمعية وبرامجها ومشروع إعادة تدوير الكتب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/wbb4b7pa

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"