المرافق والبنية التحتية منخفضة الكربون

01:22 صباحا
قراءة 3 دقائق

تمتاز شركات المرافق بقدرتها المتميزة على إحداث تغيير ملموس، وتطوير التقنيات، وزيادة القدرة المتجددة، والقيام بدور رئيسي في تسريع انتقال الطاقة. وتزامناً مع انعقاد مؤتمر الأطراف «COP28»، يتعين علينا أن نبرز دورنا الحيوي في تعزيز خريطة الطريق العالمية لإزالة الكربون.

لا يزال هناك العديد من التحديات التي تواجه تحقيق الحياد المناخي. كيف سيتمكن قطاع الطاقة من إزالة الانبعاثات الناتجة عن توليد الطاقة مع ضمان إمدادات موثوقة تعزز النمو الاقتصادي؟ يكمن الحل في التعاون المشترك على مستوى عالمي بين الدول والشركات لتوسعة نطاق التكنولوجيات الجديدة وزيادة نشر الطاقة المتجددة.

يمكننا القول بأن العالم بحاجة ماسّة إلى المزيد من قدرات الطاقة المتجددة والنظيفة للتصدي للتغير المناخي، وفي الوقت نفسه فهو بحاجة كذلك إلى إدارة هذه السعات بكفاءة ودمجها في البنية التحتية القائمة. ستكون شبكة الطاقة في المستقبل، وحتى في العقد المقبل، مختلفة تماماً عن تلك التي نراها اليوم. إن الزيادة في سعات الطاقة النظيفة ستفتح الآفاق نحو تطوير طرق جديدة لتلبية الطلب ومواجهة التحديات التشغيلية.

سيكون تطوير أساليب وتقنيات جديدة لنقل الطاقة المتجددة أمراً ضرورياً لمعالجة أطراف الطاقة الثلاثة المتمثلة في أمن الإمداد، والقدرة على تحمل التكاليف، وتحقيق الاستدامة. ويسرّنا الإفصاح عن أننا نتخذ اليوم خطوات عملية من شأنها تعزيز عمليات النظام في المستقبل.

قمنا بتطوير العديد من الحلول الرامية إلى تعزيز اعتماد دولة الإمارات على الطاقة المتجددة والنظيفة، وتوفير إمدادات مياه منخفضة الكثافة. إننا ملتزمون بتحقيق أهداف مبادرة «طاقة نظيفة بنسبة 60%»، بالتعاون مع دائرة الطاقة – أبوظبي، وفقاً لما هو محدد في مستهدفات استراتيجية الطاقة النظيفة لعام 2035 لإنتاج الكهرباء في إمارة أبوظبي، والمساهمة بفاعلية في تحقيق أهداف الاستدامة لدولة الإمارات.

ولتسريع خطة انتقال الطاقة في الدولة، نقوم بنشر مجموعة من المبادرات الرامية إلى تحقيق هذا الهدف، وتشمل التنبؤ التقني والاقتصادي المتقدم للطلب المستقبلي، وزيادة قدراتنا في مجال الطاقة المتجددة والنظيفة، وتمكين المؤسسات من تحمل المسؤولية بشأن أوراق اعتماد الطاقة النظيفة الخاصة بها.

يؤكّد أسطول شركة مياه وكهرباء الإمارات من محطات الطاقة الشمسية الحالية والمستقبلية الإجراءات العملية التي تم اتخاذها من خلال مشاريع البنية التحتية الكبرى، والتي تقود رحلة نشر قدرات الطاقة النظيفة، وضمان أمن الإمداد والمشاركة في المشهد العام للطاقة. ومن خلال خططنا الرامية إلى إضافة ما متوسطه 1 جيجاوات من الطاقة الشمسية سنوياً على مدار العقد المقبل، إلى جانب مصادر الطاقة الأخرى، مثل الطاقة النووية وطاقة الرياح، فإن شركة مياه وكهرباء الإمارات تسير على الطريق الصحيح لتلبية احتياجات الدولة من الطاقة اليوم وغداً.

إن زيادة قدرات الطاقة النظيفة مجرد جزء ضمن سلسلة العمليات الهادفة إلى تحقيق الانتقال السلس للطاقة. تقود شركة مياه وكهرباء الإمارات مساعي فصل إنتاج الكهرباء عن تحلية المياه، وتستثمر بشكل كبير في تطوير مشاريع التناضح العكسي منخفضة الكربون. بحلول نهاية العقد، نتوقع أن يكون أكثر من 90% من إنتاجنا من المياه من خلال محطات التناضح العكسي، حيث نتطلع إلى تحقيق انخفاض متوسط كثافة انبعاثات الكربون المرتبطة بإنتاج المياه من 11.5 كجم لكل متر مكعب عام 2019 إلى 1.4 كجم لكل متر مكعب بحلول 2029، أي تحقيق خفض بنسبة 88%.

وبطبيعة الحال، يجب أن تكون هذه الجهود جزءاً من نظام بيئي أوسع. ويأتي مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» هذا العام، الذي تستضيفه الإمارات، في منعطف حيوي، حيث سيكون للقرارات المتخذة أثر كبير في جميع أنحاء العالم لعقود مقبلة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4zmhn55x

عن الكاتب

عثمان جمعة آل علي الرئيس التنفيذي لشركة مياه وكهرباء الإمارات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"