دون شك أن المستقبل هو كلمة الفصل في كثير من الآمال والأحلام والتطلعات، ولا نبالغ عند القول بأن كلمة المستقبل بمثابة الكلمة السحرية في كل عمل، وكل مهمة، وكل سعي، حيث نضع في المستقبل جميع الوعود، وأيضاً الكثير من المكاسب التي نتطلع لتحقيقها.
لذا لم يظهر مفهوم العمل في المستقبل، وفهم متطلباته، ومرحلته، من فراغ، بل لأن هذه الصفة الزمنية تستند إلى الكثير من المنجزات التي تم الوعد بتحقيقها واكتسابها.
هناك الكثير من الآمال والتطلعات، من أهم تلك الوعود التي نتطلع لتحقيقها في المستقبل القريب، هو القضاء على الأورام السرطانية، على اختلاف أنواعها ومسبباتها؛ لأن هذه الأورام سببت وفيات بشرية غير مسبوقة، فحسب منظمة الصحة العالمية، خلال عام 2020 توفي 10 ملايين إنسان، وتتوقع هذه المنظمة أن يزيد هذا العدد إلى أكثر من 13 مليون وفاة في عام 2030.
مع قتامة هذا المرض، وسطوته القاسية، فإن هناك آمالاً كبيرة بأن تحقق البشرية إنجازاً في القضاء عليه، وإن أمعنا النظر، فإن هناك مؤشرات قوية للانتصار على مختلف الأورام، حيث ظهر العديد من التقنيات العلاجية، مثل العلاج المناعي، ويقصد به حضور وتقوية مناعة الجسم نفسه، وهناك العلاج الجيني، ويقصد به، تعديل الجين المسؤول عن تزايد السرطان.
تعد الأورام السرطانية، صعبة العلاج، بسبب ما أشار إليه الكثير من العلماء، ومنه قولهم: «إن السرطان مرض معقد، وواحد من أهم ملامح التعقيد أنه يختلف من إنسان إلى آخر. فضلاً عن هذا، فإن للسرطان أنواعاً متعددة، وتتباين في النمو والانتشار، وأيضاً في مقاومة العلاجات». ومع هذا، فإن المؤشرات نحو إيجاد العلاج النهائي أكثر، وهي تدعوا للتفاؤل والاستبشار. ومن المؤشرات الإيجابية لإيجاد علاج للسرطان القفزات الكبيرة في مجالات علم الجينوم، لأن هذا التقدم سيمكّن العلماء من صناعة علاجات تستهدف الورم نفسه، وتكون أكثر فعالية، أيضاً هناك التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يمثل قوة هائلة في مجالات معالجة البيانات الطبية بدقة بالغة وسرعة كبيرة، وهو الذي سيساعد الباحثين ويختصر عليهم الكثير من الوقت. ولا ننسى الاستثمارات المتزايدة في مجالات البحث، وتطوير المعدات وأدوات الكشف المبكر.
المستقبل واعد للبشرية بأسرها، وفي مختلف المجالات الطبية والتنموية والاجتماعية، والمهم أن نكون فاعلين، وعلى استعداد، وأن نبدأ فعلاً بالعمل في هذا المستقبل.
