عادي
فيلمه «بركة العروس» يحصد الجوائز

باسم بريش: أنا كاتب سيناريو ثم مخرج

22:40 مساء
قراءة 4 دقائق
فيلمه «بركة العروس» يحصد الجوائز

بيروت: هناء توبي

باسم بريش ممثل وكاتب ومخرج لبناني، بدأ مشواره ممثلاً مسرحياً، ثم خاض غمار الإخراج لبعرض فيلمه الأول «ع العتبة» في مهرجان «كان»، بالتزامن مع احترافه الكتابة، حيث نال مسلسله «شنكبوت» جائزة ايمي، ما دفعه للمضي قدماً في كتابة المسلسلات ومنها «بدون قيد» و«باب الجحيم» ومؤخراً قدم فيلمه الأول «بركة العروس» الذي افتتح عرضه في مهرجان القاهرة الماضي وحاز جائزة لجنة التحكيم وأفضل أداء لبطلته كارول عبود، ثم نال جائزة أفضل فيلم روائي في مهرجان القدس للسينما العربية، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط.

* نبدأ من الجوائز التي حصدها فيلمك «بركة العروس» فماذا تعني لك؟

- الجوائز تفرحني وتدفعني للأمام وتحفزني لأكمل مشواري وأقدم أعمالي بالطريقة التي تقنعني مثلما قدمت «بركة العروس»، ولا شك أن الجوائز مهمة جداً لكل مخرج يقدم أفلاماً هادفة وغير ربحية، فهذا النوع من الأفلام محفوف بالمخاطر والصعاب لذا تكون فرحة نجاحه مضاعفة بالنسبة لنا وتمثل ربحاً معنوياً عميقاً ومحفزاً.

* في ظل غياب الدعم اللبناني للسينما ربما يحتاج المخرج اللبناني إلى هذا الدفع والتقدير أكثر من غيره؟

- بالتأكيد، وبخاصة في الآونة الأخيرة، حيث إننا نعاني غياباً تاماً للأفلام، مضافاً إليها قمع الحريات وتضييق الخناق على الفنون أكثر فأكثر.

* كيف ترى أبطالك في «بركة العروس»؟

- صراحة تغمرني السعادة بالتعامل مع العملاقة كارول عبود وربيع الزهر وأمية ملاعب، وكل الذين زينوا الفيلم بمشاركتهم الصادقة والمؤثرة جداً، ولا شك أن تناغمنا فريقاً واحداً أتى بثماره.

* خلال مرحلة الكتابة هل تخيلت كيف سيؤدي كل ممثل دوره، وهل كنت تكتب لهم تحديداً؟

- كنت أكتب لأمية ملاعب وهي ليست ممثلة دون أن أعرف أنها ستمثل الدور، لكنني كنت متيقناً بأنها الوجه الذي أبحث عنه، وهو وجه يمتلك تعابير محيرة وأحببته كثيراً، أما دور كارول فكان لامرأة أكبر سناً منها، لكن لم أجد ممثلة غيرها لم تجر عمليات تجميل فكان أفضل خيار هو المبدعة كارول التي لعبت دوراً من أجمل أدوارها برأيي، وربيع الزهر كتبت له لأنه يتناسب مع «سلمى» التي لعبتها كارول، وهنا لا بد من التأكيد على أن الخطوة الأهم في صناعة الأفلام هي «الكاستنغ» واختيار الممثل المناسب ضرورة حتمية للنجاح.

* من بعد «عالعتبة» و«شنكبوت» في عام 2014 طالت فترة تقديمك للأفلام فأين كنت غائباً؟

- منذ بداية مشواري ولغاية اليوم لم انقطع أبداً عن العمل الفني، كنت منشغلاً في كتابة العديد من المسلسلات، خلال السنوات التي مرت انصرفت إلى كتابة السيناريوهات وفي العادة كتّاب السيناريو لا يأخذون حقهم في «لمعة» أسمائهم وتداولها كما يجب، ومع ذلك لا أنفي تراكم خبرتي والإفادة من الوقت والتجارب ومواكبة كل جديد، والآن قدمت فيلمي وأتابع الكتابة أيضاً.

* وهل انت راضٍ عن الطريقة التي خرجت بها المسلسلات التي كتبتها؟

- ليس جميعها لأنه في العمل التلفزيوني لا يكون القرار النهائي للمخرج والكاتب بقدر ما هو للمنتج، كما يتفاوت الإنتاج بين جيد وغير جيد، ما يؤثر في العمل، من هنا تأتي أهمية التوليفة المتكاملة للعمل مثلما هي حال مسلسل «باب الجحيم» الذي كتبته وأحببته كثيراً، وأخرجه المبدع أمين درة وأنتجته شركة «سيدرز آرت بروداكشن» وشارك فيه نخبة الممثلين والممثلات.

*وفي السينما يكون القرار للمنتج أيضاً فهو يستثمر أمواله ويسعى إلى الربحية؟

- في السينما هناك منتج أفلام تجارية وآخر ينتج أفلام هادفة أو مغايرة للمألوف، والمخرج يمكنه اتخاذ قراره بالتعامل مع الجهة المنتجة التي تشبهه وتفكر مثله، أنا مثلاً تعاملت في «بركة العروس» مع المنتجة جانا وهبي وكان فيلمي تجربتها الإنتاجية الأولى في الأفلام الطويلة، وكذلك هو فيلمي الطويل الأول، وجمعنا الإصرار العميق والحماس والطاقة الإيجابية الوفيرة لتقديم هذا العمل بالطريقة التي نريدها ونحبها وليس وفق ما يريد السوق، خرجنا من الإملاءات الخارجة عن إرادتنا وقدمنا عملاً يحقق النجاح ويسعدنا ويدور حول العالم أيضاً بفضل التعامل مع شركة «ام سي للتوزيع» والتي تنشر العمل بأفضل طريقة.

* كونك ممثلاً وكاتباً ومخرجاً أين تجد نفسك أكثر؟

- صحيح أني تخرجت من معهد الفنون الجميلة ممثلاً، لكن لم أعمل في التمثيل إلا في مسرحيات قدمتها في بداية مشواري ثم توجهت إلى الكتابة ووجدتها المكان الأنسب لي، حتى أني وجدت نفسي من خلالها، أريد أن أخبر القصص والحكايات التي تؤثر في وتترك أثرها لدى المتلقي، وأعتبر نفسي كاتب سيناريو أولاً، ثم مخرجاً، والكتابة هي مهنتي التي اعتاش منها منذ عام 2008 وأحبها وشغوف بها وأخوضها بكل تفاصيلها.

* ما هي المواضيع التي تستفزك للكتابة عنها؟

- أهتم كثيراً بالحديث عن العائلة، وفي «بركة العروس» تحدثت عن العلاقة بين الأم وابنتها ولم أحك القصة بينهما بطريقة مباشرة؛ بل تعمدت طريقة العقدة والمفتاح حتى تتكشف الخطوط بالتدرج أمام المتلقي وتصله الرسالة من خلال القصة وتصاعد الأحداث. كذلك حال أعمالي السابقة تدور في فلك الإنسانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/y9s7m98u

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"