بدأ في الظهور والتنامي مفهوم الابتكار في ريادة الأعمال بالجوانب الاجتماعية؛ حيث يعد موضوعاً حديثاً، ويتنامى الاهتمام به، لآثاره الكبيرة في الحياة الاجتماعية؛ حيث إنه يعمل على حل العوائق والعقبات والمشاكل الاجتماعية والبيئية، من خلال القطاع الخاص، والعمل التجاري، وهذا يؤدي إلى تحقيق مكاسب، فضلاً عن علاج هموم وعقبات تعترض الكثير من الناس؛ بمعنى توظيف العمل التجاري، ليحقق مكاسب للمستثمر، وأيضاً للمجتمع والمكان الذي يقع فيه الاستثمار.
أسوق مثالاً للمزيد من التوضيح، توجد شركة اسمها: «Water. org» قدمت تقنية حديثة ومبتكرة لتنقية المياه، وبواسطة هذه التقنية، يمكنها أن توفر مياهاً نظيفة للشرب لملايين الناس في مختلف أرجاء العالم؛ هي شركة استثمارية، تستهدف الربح، لكنها في اللحظة نفسها تستهدف الربح المعقول، وعينها على خدمة المجتمعات البشرية، قام الاستثمار هنا على رؤية حاجة الناس، وعلاجها وتعميمها.
مثال آخر، عن شركة: Somaiya Foundation التي نجحت في تطوير نظام للتعليم والرعاية الصحية، يستهدف الأطفال المعوزين في الهند. وكما هو ملاحظ فإن الرغبة في مساعدة الآخرين، وتقديم حلول للمشاكل التي تعترض حياتهم، قامت على مبدأ الاستثمار، ومن هنا كانت تلك النظم أو المبتكرات، ذات جودة عالية وفاعلة، والأهم أنها تحافظ على استمراريتها ونموها وتطورها. فهي ليست حلولاً عابرة أو مؤقتة؛ بل مستمرة وناجحة، وحققت ما هو مأمول منها من وضع الحلول والعلاجات، وأسهمت في جودة الحياة للآخرين.
وكما واضح فإن تدخل ريادة الأعمال في الهموم المجتمعية، مثل قضايا الفقر، الجوع، المرض، أو التغير المناخي، وغيرها الكثير، قد تكون مفيدة وإيجابية، ويجب أن ننظر له من زاوية الفوائد والمكاسب، لا من تحقيق الربح والمكسب المادي، وإن كان تحقيق الربح مطلباً، إلا أنه ليس هو عمود الابتكار هنا، ولا هو المطلب الرئيسي، وموضوع تحقيق المكسب، ليس مبدأ خطأ؛ بل هو توجه صحيح، وطبيعي؛ بل قد يكون هو الدافع لجودة المنتج، وقوة الابتكار، لتحقيق فرق، وإحداث نقلة نوعية.
هناك مخترعات ومبتكرات، أسهمت في حلول وعلاجات لملايين الناس، وحسّنت من حياتهم، هناك مبتكرات أسهمت في فرص عمل جديدة، ووفرت منتجات الناس في أمسّ الحاجة إليها. لندعم الروح الابتكارية، ونمنحها بعض الأرباح والمكاسب، لأنها دافعة نحو الجودة والدقة وقوة المحاسبة، العمل الخيري، ولعل هذا يقود العمل الخيري برمته نحو مصاف جديدة من الإبداع والتطور.
