عادي

تعرف إلى أدب الالتزام

21:53 مساء
قراءة دقيقتين
غلاف الكتاب

أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة ترجمة الدكتور محمد غنيمي هلال لكتاب سارتر «ما الأدب؟»، وهو الكتاب الذي ترجمه غنيمي هلال عقب عودته من بعثته الدراسية بفرنسا عام 1952 وقد قصد بهده الترجمة أن يسد نقصاً في مجال النقد الأدبي آنذاك.

الكتاب يمثل أهم نص أدبي في أدب الالتزام أو أدب الموقف، وكان اتجاهاً غالباً على النقد الأدبي في الغرب، حتى عند غير الوجوديين، كما يتضح من استشهاد سارتر بأدب كبار الكتاب المعاصرين في أوروبا وأمريكا، وإن يكن قد انفرد بتوضيح فلسفة الالتزام وجلاء معالمها الفنية وحدودها الاجتماعية.

هذا الكتاب ليس موضوعه الفلسفة الوجودية، بل النقد الأدبي، ويكشف عن أصالة مؤلفه وسعة اطلاعه وعمق نظراته، وقوته الجدلية، بوصفه كاتباً ناقداً، أكثر مما يدل على نزعة سارتر الفلسفية الوجودية، ومقدمة الكتاب التي كتبها سارتر صدامية أكثر مما يجب.

يبدأ سارتر المقدمة بقوله: «كتب شاب أحمق يقول عني: إذا كنت تريد أن تلتزم فماذا تنتظر كي تنضم إلى الحزب الشيوعي؟»

يواصل سارتر: «ويشكو مني ناقد عجوز هامساً: «إنما تريد اغتيال الأدب، ففي مجلتكم (يقصد العصور الحديثة) يتبدى في وقاحة احتقار فنون القول والكتابة، ومن ذوي العقول الدنيا من سماني: «الرأس العنيد»، وخطئي في نظر صحفي أمريكي مغمور هو أني لم أقرأ برجسون ولا فرويد، ويتغامز بعض الخبثاء قائلين: وما تقول في الشعر؟ والرسم والموسيقى؟ أتريد أن تجعلها كذلك ملتزمة، ويتساءل بعض ذوي العقول: إلام هذه الدعوة إلى الأدب الملتزم؟ إذاً هي الواقعية الاشتراكية القديمة».

إلى أن يقول سارتر محتداً غاضباً: «كم من حماقات، ذلك أنهم يقرأون بسرعة، من دون أن يتدبروا، ويحكمون قبل أن يتثبتوا، وإذاً لنبدأ من جديد، ولكن علينا أن نسبر غور المسألة، ومادام النقاد يدينون باسم الأدب من دون أن يقولوا أبدا ما يفهمونه من مدلوله فخير ما نجيبهم به أن نبحث فن الكتابة، ونسأل: ما الكتابة؟ لماذا نكتب؟ ولمن؟».

لكن فن الكتابة – كما يرى سارتر– من صنع الناس، يختارونه حين يختارون أنفسهم، فإذا كان على الأدب أن يتحول إلى نوع من الدعاية فهو حياة من دون ذاكرة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2p99he29

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"